|
وكالات- سانا - الثورة ووصل عدد الفقراء الذين يلجؤون الى استخدام كوبونات الغذاء الى نحو ثلاثين مليون شخص بينما تخلى الرئيس المنتهية ولايته عن المبادئ التي كان يدافع عنها ومنها مبادئ اقتصاد السوق الحر. فقد ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها أمس أن مبادئ اقتصاد السوق في الولايات المتحدة تلقت ضربة جديدة سددها الرئيس المنتهية ولايته بوش والذي كان فيما مضى احد اشرس المدافعين عن هذه المبادئ. وأشارت الوكالة الى أن بوش واصل سلسلة التدخلات الضخمة للدولة الفدرالية في القطاع الخاص باعلانه تقديم مساعدة حكومية عاجلة بقيمة 17.4 مليار دولار الى عملاقتي صناعة السيارات الاميركية جنرال موتورز و كرايسلر اللتين تقفان على شفير الافلاس مبررا تدخله بوجود ظروف اقتصادية استثنائية وعدم ترك ارث ثقيل لخلفه باراك أوباما. وأضاف التقرير:ان بوش المدافع عن ضرورة الا يتخطى التدخل الحكومي حدود خلق المناخات المؤاتية للاقتصاد الحر قدم تنازلات كبيرة باعلانه تخليه عن مبادئ اقتصاد السوق لانقاذ نظام اقتصاد السوق وعدم ترك قطاع صناعة السيارات لمصيره المحتوم الذي سيحدث صدمة جديدة في الاسواق وسيؤدي الى خسارة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة فيما لا يزال غلاة المدافعين عن الاقتصاد الحر الاميركي يدعون الى ركوب هذه المخاطرة. وادت ازمة الرهن العقاري الى اسوأ ازمة مالية تشهدها الولايات المتحدة منذ 1929 حيث دخل الاقتصاد رسميا مرحلة الركود. وخلفت هذه الازمة فقراء جددا يلجؤون الى استخدم بطاقات حسم في معظم المراكز التجارية كوبونات الغذاء فقط ليأكلوا حتى الشبع. وأوضحت فرانس برس في تحقيق لها ان عدد الاميركيين الذين يلجؤون الى استخدم كوبونات الغذاء فاق للمرة الاولى في ايلول ثلاثين مليون شخص اي نحو عشرة بالمئة من السكان. وقالت الوكالة في تحقيقها ان المسؤول الاول عن ارتفاع عدد المقبلين على الكوبونات هو البطالة التي خلفتها الازمة المالية والتي وصلت مستوى قياسيا لم يسجل منذ 15 عاما وبلغت نسبتها 7ر6 بالمئة من الفئات العاملة اضافة الى ارتفاع الاسعار. وأشار التحقيق الى ان اغلب العاطلين عن العمل الذين يزورون هذه الوكالة يقولون ان كل المؤسسات تقول انها لا تملك اموالا وانها لا توظف في هذه الفترة وانه ليس امامهم خيار اخر امام ارتفاع الاسعار والسكن والغذاء غير الكوبونات للحصول على الغذاء الملائم. وأكدت كلارينس كارتر مدير قسم الخدمات الاجتماعية في واشنطن ان هناك زيادة في عدد مستخدمي كوبونات الغذاء لافتة الى انها لم تشهد اسوأ من هذا الوضع من قبل. بدورها قالت فيليسيا براون التي تهتم بملفات التسجيل في الوكالة التابعة لوزارة الخدمات الاجتماعية الواقعة شمال شرق واشنطن ان هناك أعدادا كبيرة من العاطلين عن العمل الذين تم طردهم للتو بسبب الوضع الاقتصادي وعددا اكبر من الشبان. من ناحيته قال بريان سميث رئيس العمليات في احد بنوك الغذاء في واشنطن والذي خصص خط طوارئ هاتفيا ضد الجوع ان وجوه الجوع بصدد التغير والاشخاص المرشحين لم يعودوا بالضرورة من الطبقات الاجتماعية الاشد فقرا بل من الطبقة المتوسطة المتواضعة التي اصبحت اليوم بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة تملك الحق في الحصول على كوبونات الغذاء. وأشارت الوكالة الى ان احد القاصدين لهذه الوكالة يقول انه تخلى عن اعتداده بنفسه وجاء بحثا عن مساعدة عبر الحصول على كوبونات الغذاء بسبب الوضع الاقتصادي الصعب مشيرا الى انه يريد فقط ان يأكل حتى الشبع الامر الذي لم يعد ممكنا منذ ان فقد عمله قبل اربعة شهور. يشار الى انه للحصول على هذه الكوبونات ينبغي ان يكون الدخل الشهري لاسرة من اربعة أشخاص أدنى من 2300 دولار. من جانب آخر أعربت شركة السيارات الاميركية جنرال موتورز جي ام عن ثقتها من قدرتها على احترام الشروط المالية التي حددتها الحكومة الفيدرالية لمنحها مساعدة. ونقلت ا ف ب عن رئيس مجلس ادارة الشركة ريك واغونر قوله خلال مؤتمر صحفي في ديترويت انه على ثقة من نجاح هذا الاختبار لافتا الى ان الشركة ستتخذ اجراءات مهمة. وكانت شركة كرايسلر قد أعلنت قبولها بجميع الشروط الحكومية. هذا وقد نقلت الجزيرة عن اتحادات عمال شركات السيارات قولها ان الشروط الحكومية لانقاذ شركات السيارات غير عادلة وتعهدت بالعمل على الغائها عندما يتولى أوباما رسمياً مقاليد الحكم في 20 كانون الثاني المقبل. |
|