|
عين المجتمع فالإعمار بمفهومه العام الشامل لايقتصر على الجانب الاقتصادي فقط وإن كان هو المهم والسائد بعرف ديمومة الحياة إلا أن للإعمار مرايا أخرى تعكسها عيون المجتمع وزواياه والقلوب التي اكتوت بالأحاسيس الباردة والعواطف المهاجرة من ضمير ووجدان بعض الناس الذين فرغت من كياناتهم ووجدهم عناصر الرحمة والشفقة ومبدأ كل الحسابات من طرح وجمع وضرب وتقسيم في لغة الأرقام. فالجانب الاجتماعي في إعادة الإعمار يبدأ من البائع الذي تحول مع شريحة كبرى من هذه الفئة من مهمة بائع بالحق للجدوى الاقتصادية المطلوبة إلى تجار وسماسرة وقراصنة فرص يعرفون كيف يبتزون ويعتلون الأكتاف إلا ماقل وندر منهم في هذه الظروف القاسية التي يمر بها وطننا ومجتمعنا. إعادة الإعمار يبدأ من داخل الأسرة ومن الأم تحديداً عندما تقوم بواجبها وتوظيف وعيها في حسن التدبير وترشيد الاستهلاك وكيف تكون قدوة ومثالاً وهي تربي أبناءها على الفضيلة والحب ووجوب الاهتمام بما يحيط بهم من حي وشارع ومدرسة وهم ينمون ويكبرون أمام عينيها.. إعادة الإعمار يبدأ من إعادة النظر بمفهوم السلوك وبعد النظر لآلية التعامل بكل مسؤولية وجدية ووطنية تجاه الممتلكات العامة بكل تفاصيلهاومسيماتها منذ الصغر فهي ملك للشعب والدولة والواجب الحفاظ عليها كما أثاث المنزل والممتلكات الشخصية. ولعل الأهم في مساحة إعادة الإعمار هو تعزيز مفهوم العمل الجماعي التكاملي وإن برزت حالات الإبداع الفردية والتي سرعان ماتتحول إلى طاقة جماعية تتآلف باحترام مواعيد العمل واستثمار الوقت بما يخدم مصالح الجماعات والأفراد والدولة ككيان متكامل. ويبقى الأوضح والأبرز والأغلى في كل هذا من إعادة الإعمار هو امتلاكنا لمبدأ الحب الحقيقي النابع من خصوصية تنشئتنا وتكويننا الفطري على هذه الأرض السورية الطيبة التي تستحق منا الوفاء والإخلاص وبذل مختلف أوجه المنافسة القيمية لجعلها من أجمل الأوطان والبلدان.. |
|