|
قاعدة الحدث فقد اعتقد بيريز -وهو يحاول شرح وجهة نظر كيانه الإرهابي مما حصل في غزة واتهام المقاومة الفلسطينية بالإرهاب المزعوم -أنه كسب تعاطف المشاركين بالمنتدى الاقتصادي العالمي عندما استعمل صوته لشرح ما سماها معاناة كيانه من الإرهاب الفلسطيني المزعوم الذي أرعب على حد قوله ملايين الأطفال والنساء في كيانه وهلعهم من صواريخ حماس وحاول أن يقدم نفسه أمام المشاركين وكأنه رئيس يزرع الورد ولا يحصل إلا على الشوك وأن المشكلة الأساسية في غزة هي عدم قبول حركة حماس من قبل الرأي العام لأنها تريد تدمير اليهود لأنها تكرههم ولذلك كان لابد من تلقينها -على حد زعمه- درساً لكي ترتدع. وبسبب هذه الأكاذيب التي أراد بيريز أن يضلل بها المشاركين، فضلاً عن أنه لم يجب في كلمته التي استغرقت 25 دقيقة على أي من التساؤلات المطروحة عليه سواء من رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أو من غيره مكتفياً بالاعراب عن أسفه لقصف إسرائيل لمباني الأمم المتحدة قام أردوغان بالرد عليه بقوة وانسحب من المنتدى. وكان لافتاً للنظر أن القاعة ضجت بالتصفيق لبيريز أثناء سرد أكاذيبه وكأنه كان يرفرف بأغصان الزيتون وبدا للعالم أن الذين يصفقون له لا يريدون معرفة الحقيقة أو أنهم يناصرون العدوان على خلفية مؤازرتهم للكيان الإسرائيلي، مع أن العالم كله رأى بأم عينيه وفي المقدمة هؤلاء الذين شاركوا في منتدى دافوس كيف استشهد أكثر من 1300 فلسطيني وكيف أصيب أكثر من ستة آلاف بجروح ودمرت مدنهم وقراهم وسويت بيوتهم بالأرض. أما أردوغان فقد استغل الوقت المسموح له ليؤكد ضرورة النظر إلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بخلفياته وأبعاده مشيراً إلى عدم قيام إسرائيل بالتزاماتها وأنها ضيقت الحصار على الفلسطينيين بشكل خانق وأن حماس قد تم انتخابها ديمقراطياً وعلى المجتمع الدولي احترام هذا الخيار. وما كان للندوة أن تنتهي حتى حاول مدير الجلسة «دافيد إنغاتيوس» أن يعطي الكلمة الأخيرة لبيريز فقلب أردوغان الأمر وأخذ الميكروفون وقاطع بيريز ورقص الانصات لمقاطعة انغاتيوس وغادر القاعة احتجاجاً على التضليل والأكاذيب والارهاب وهو مرفوع الرأس لتكون له الكلمة الأخيرة في المنتدى والتي أثرت بكل من سمعه وهو يقول: «بيريز.. السبب الذي يدفعك إلى رفع صوتك هو شعورك بالذنب وحين يتعلق الأمر بالقتل أنتم تعرفون جيداً كيف تقتلون وأنا أعرف جيداً كيف قتلتم أطفالاً على الشواطئ في غزة». ثم انتقد أرودغان الجمهور لتصفيقه لبيريز وقال: من المحزن جداً أن يصفق أشخاص لموت الكثيرين ثم غادر المنصة وهو يقول: إن المنتدى انتهى بالنسبة له ودوى التصفيق أيضاً بعدها لأردوغان ليسجل التاريخ موقفاً لرجل شريف وسياسي بارع استقبل في بلاده استقبال الأبطال ونال حب عشرات ومئات الملايين في طول العالم وعرضه على هذا الموقف الشجاع والنبيل. |
|