تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل تقرر القمة العربية أن غـــزة..شــــاربفيل إســـرائيل؟

قاعدة الحدث
الثلاثاء 29-12-2009
الدكتور جورج جبور

يحتفل العالم بعد أقل من ثلاثة أشهر بيوم القضاء على التمييز العنصري. ففي عام 1966 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار يوم ذكرى مجزرة شاربفيل في 21/3/1960 يوماً عالمياً للقضاء على التمييز العنصري.

ومامجزرة شاربفيل ؟ شهدت تلك المدينة في جنوب افريقيا تظاهرة ضد نظام الفصل العنصري (الابارتايد) فتصدى لها رجال السلطة واستشهد عشرات المتظاهرين إلا أن افريقيا لم تسكت.‏

تابعت المجموعة الإفريقية في الأمم المتحدة المساعي عاماً بعد عام حتى نجحت عام 1966، بعد ست سنوات من المجزرة في استصدار قرار يجعل من ذكرى شهدائها يوماً يعاهد فيه العالم نفسه القضاء على التمييز العنصري.‏

أتى القرار يحمل في طياته ايذاناً بانتهاء نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.. وكان الأمر ..بعد ما يزيد قليلاً على ثلاثة عقود من المجزرة وما يقل قليلاً عن ثلاثة عقود من صدور القرار .انهار النظام العنصري في جنوب إفريقيا.‏

غزة هي شاربفيل إسرائيل .هكذا هي في حقيقة الأمر، إنها تؤذن بانتهاء النظام العنصري في فلسطين. هي كذلك بالحقيقة المطلقة بالتحليل السياسي وبالزخم الأخلاقي، إلا أنها لن تكون كذلك إلا إذا تابعت المجموعة العربية الهدف على نحو ما تابعته المجموعة الإفريقية.‏

ثمة في العالم كله جزم بوحشية ما ارتكبته إسرائيل واصرارها على أن الجرائم التي عانى منها أهالي غزة لا ينبغي أن تسكت عنها الإنسانية، ثمة تدابير يتم اتخاذها، ثمة إعجاب بتقرير منصف أصدره القاضي غولدستون وفريقه بتكليف من الأمم المتحدة بالذات.‏

قد يكفي كل ذلك. قد نكتفي به. إلا أن من الأفضل ألا ندع الأمور تسير الهوينى وتسير بفضل جهود من غيرنا.في قيامنا بالعمل احترام لأنفسنا مفيد لنا في صراع مصيري دون ريب.‏

يصادف الموعد السنوي لانعقاد القمة العربية أواخر آذار من كل عام.‏

يأتي بعد أيام معدودة من احتفال العالم باليوم العالمي للقضاء على التمييز العنصري .‏

إذ نحن في صميم المجزرة ولمدة ثلاثة أسابيع بدءاً من 27/12/2009 .‏

أفلا نستطيع أن نحتشد لنقنع قمتنا العربية القادمة، لكي تعلن الأسابيع الثلاثة سنوياً أياماً للقضاء على الممارسات الإسرائيلية التي هي وحشية وعنصرية وإرهابيةوجرمية بطبيعتها؟ حين تقرر ألا ننسى تلك الأسابيع الثلاثة أفلا يعني ذلك أن نزيد من قدره العالم على التذكر؟ أن نقوي قدرة مجزرة غزة على إنهاء النظام العنصري الذي حول فلسطين إلى ساحة لجرائمه؟‏

غدر المجتمع الدولي بغزة على حد ما قالته منظمات شريفة لحقوق الإنسان في دول العالم المتعددة .‏

فليكن مجتمعنا العربي منصفاً لغزة ، لنتقدم ومعنا أو في طليعتنا جامعتنا العربية و قمتنا العربية معتمدين على ميثاقنا العربي لحقوق الإنسان. لنتقدم نحو مزيد من إقناع العالم بأن مجزرة غزة إيذان بانتهاء النظام العنصري في فلسطين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية