|
قاعدة الحدث فنظمت قوافل الإغاثـة الإنسانية لنجدة أهالي غـزة المحاصرين , ودرست الوضع المعيشي في غزة لتتوصل هذه التنظيمات غير الحكومية في تقرير لها الى أن الشعب الفلسطيني في القطاع عاجز عن إعادة البناء بعد عام من العدوان الإسرائيلي الذي لم يسمح إلا بدخول 41 شاحنة محملة بمعدات بناء إلى غزة الجمعيات الانسانية باشرت عملها في غزة قبل العدوان الغاشم وتوالت محاولات كسر الحصار عن غزة عبر إرسال سفن المساعدات الإنسانية، وكانت أولى هذه السفن في الثالث والعشرين من آب 2008، حين وصلت سفينتا الكرامة والأمل، ثم جاءت المحاولة الثانية في 29 تشرين الأول 2008 بسفينة الأمل التي عاودت الرحلة إلى غزة، قبل أن تلحق بها سفينة الكرامة مجدداً. و من اليونان تحركت رحلة سفينة السلام التي نظمها النشطاء الأوروبيون في شهر أب2008 ، بعدها نجحت سفينتا «غزة الحرة» و«الحرية» في الوصول إلى غزة، وأواخر 2008، شقت سفينة «المروة» الليبية غمار البحر متجهة صوب القطاع المحاصر، لتكون بذلك أول سفينة عربية وإسلامية تنطلق لكسر الحصار عبر البحر ولكن القرصنة الاسرائيلية اعترضتها في 7 كانون الأول 2008 منعت السلطات الإسرائيلية سفينة كسر الحصار «العيد» التي كان من المفترض أن تنطلق من مدينة يافا إلى ميناء غزة، والتي أشرفت على تنظيمها «هيئة كسر الحصار»، التي تشارك فيها الأطر السياسية والجماهيرية في أوساط فلسطينيي 48، وفي نفس الأسبوع، كان مقرراً إبحار سفينة مساعدات قطرية، لكنها تأجلت لأسباب لوجستية وتهديدات إسرائيلية بمنعها من الوصول. اما مصطلح كسر الحصار عن قطاع غزة فقد انتشربشكل أوسع بعد أشهر من انتهاء العدوان العسكري على غزة وبعد ان استطاعت أجهزة الاعلام والقنوات التلفزيونية نقل صور الدمار والخراب التي خيمت على غزة،وسارعت المنظمات الإنسانية والأهلية في أكثر من قارة حول العالم لانقاذ أهالي القطاع، وحمايتهم من الاضطهاد الاسرائيلي فانطلقت من لبنـان في شباط سفينة الأخوة والتي تحمل مساعدات إنسانية برفقة شخصيات دينيـة ، ولكنها تعرضت كالعديد من سابقاتها أيضاً إلي القرصنة الإسرائيليـة ،وتلي ذلك تكرارالمطالبة الدولية بضرورة رفع الحصار عن غزة ليبدأ بعدها إعلان «الحملة الأوروبية» لكسر الحصار الإسرائيلي عن تثبيت خط لارنكا غزة، كخط مساعدات دولي للتضامن مع ضحايا الإغلاق المستمر للقطاع. وعدا سفن كسر الحصار، فإن قوافل المساعدات الإنسانية استمرت بالتوافد إلى القطاع المحاصر رغم ما تتعرض له من منع إسرائيلي يحول دون وصولها إلى القطاع. ومن أشهر هذه القوافل قافلة «شريان الحياة» التي نظمتها جمعية فيفا باليستينيا (تحيا فلسطين) الخيرية في بريطانيا ثلاث مرات تحت نفس الاسم، بقيادة النائب البريطاني السابق جورج غالاوي ففي اب2009انطلقت من بريطانيـا قافلـة شريان الحيـاة الأولى و تشمل عدة شاحنات تحمل مساعدات إنسانيـة بقيادة النائب البريطاني جورج غالاوي ، وأثناء مرورها من اسبانيا إلى الساحل الأفريقـي انضمت إليها قافلـة ليبيـة أخرى (تحيا فلسطيـن ) تحمل أطناناً من الأدويـة والمستلزمات . وفي 16تموز2009 وصلت لغزة قافلة «شريان الحياة» الثانية عبر معبر رفح الحدودي وفي مقدمتها منظم القافلة النائب البريطاني جورج غالاوي الذي ردد فور وصوله مع المتضامنين كلمتي«تحيا غزة» وفي الذكرى الأولـى لحرب ( محرقة غـزة ) تحركت قافلة شريان الحيـاة الثالثة و ضمت هذه القافلة450 ناشطا من الشخصيات الأوروبية المرموقة بقيادة جورج غالاوي ، ، حيث شملت القافلة على (65) سيارة ، فيما يصل عدد السيارات التي تحمل المساعدات الى اكثر من ست شاحنات تحمل الأدوية والمساعدات و قدمت هذه القافلة عن طريق جنوب أوروبا ( ايطاليا ، اليونان ، تركيا ، ثم سوريا ، والأردن ، إلى مصر ) حيث استقبلت القافلة بالدعم من قبل جميع البلدان التي مرت بها وخاصة سورية والتي ارسلت بدورها خلال الحصارحوالي نحو 27 قافلة مساعدا ت إنسانية إلى غزة عبر الأردن.. وتساهم مثل هذه القوافل في اعادة جريان جزء من الحياة التي قطعها الاحتلال الاسرائيلي عن غزة بادخال الادوية والاغذية الضرورية للاطفال والرضع اضافة الى محاولات بسيطة لاعادة البنية التحتية المدمرة لقطاع غزة واسهامات اخرى كتوزيع195 مركبة وصلت إلى غزة.وساهمت هذة المركبات في التخفيف من النقص الحاد في المركبات الحكومية وذلك بعد أن دمر عدد كبير منها في الحرب الأخيرة. و ما حملته قافلة أميال الابتسامات الإغاثية الأوروبية من مساعدات مختلفة لذوي الاحتياجات الخاصة هو فكٍ لحصار الإعاقة في قطاع غزة، وتلبية لاحتياجات المعاقين الاساسية.حيث ان قوافل فك كسر الحصار هي الوسيلة الوحيدة لإدخال الكراسي الكهربائية بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخالها للقطاع. إن احتياجات مليون ونصف المليون فلسطيني لن تحملها سفن صغيرة، ولن تكون المساعدات التي بحجم ما تتطلبه غزة لتعود اليها الحياة من جديد الا أن هذة السفن خرجت بنتائج عملية ملموسة لمسها وسيلمسها الشعب الفلسطيني ، من خلال الدعم المادي من جانب والمعنوي ولعله الاهم من جانب آخرحيث ان هذه القوفل تحمل رسالة واضحة تتضمن ثلاثة اهداف الهدف الاول الرسالة الاعلامية التي تقدم للعالم بأسره عن فلسطين والقضية الفلسطينية واهميتها وضرورة التنبه لها عربيا وعالميا ، والثاني ايصال المساعدات ، والثالث رفع الحصار وحث العالم العربي تحديدا على الدفع بكل الاتجاهات للمساعدة كما أثبتت سفن كسر الحصار أن المجتمع الانساني لم ينس غزة، ولن يتركها وقد فرض- تكرار رحلات كسر الحصار معادلة جديدة ودشن خطّاً بحريّاً بين غزة والعالم الخارجي.- وشجعت هذه الرحلات الوفود البرلمانية الدولية على سلوك نفس الطريق وصولاً إلى غزة لتأكيد خيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي كما أن حمل السفن لمساعدات طبية رمزية لتؤسس لمبدأ العون عبر البحر. إضافة لأن هذة المبادرات الانسانية لقوافل كسر الحصار لها تسلط الضوء على قضية الحصاروتسحب أي مبرر أوعذر لإبقاء منفذ غزة البري على العالم الخارجي مغلقًا. ، كما أن أعضاء القافلة الذين قدموا إلى غزة سيعودون سفراء إلى بلدانهم ينقلون معاناة غزة، ليشكلوا رأيا عاماً ضاغطاً في دولهم لكسر الحصار عن غزة. |
|