تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاضــــــــــرة..الكتاتيب في دمشق ودورها الثقافـي

ثقافة
الثلاثاء 29-12-2009م
حكمات حمود

كانت دمشق على الدوام منارة للعلم والعلماء، فمنذ القديم كان لها مشارب ومذاهب في التعليم وطرقه حسب العصر والزمان وما يقضيه.

ففي القرن التاسع عشر وحتى الأربعينيات من القرن الماضي انتشرت دور العلم في دمشق والتي كانت عبارة عن كتاتيب تدرس مبادئ القراءة والكتابة والحساب وحفظ القرآن.‏

فقد كانت الأمية شائعة عند الغالبية العظمى من أهالي دمشق كما كان الذين يعرفون القراءة والكتابة يشار إليهم بالبنان لندرتهم، فقد كانت المدارس الرسمية تدرس باللغة التركية.‏

وكانت مقتصرة على الخاصة، فلجأ العامة إلى الكتاتيب. ضمن هذا السياق ألقى الباحث، غفران الناشف، محاضرة بعنوان «الكتاتيب ودورها العلمي في تاريخ دمشق» وذلك في مركز كفرسوسة الثقافي.‏

الخوجة والكتاب‏

الفرق بين التسميتين بمن يقوم بمهمة التعليم «الشيخ أو الشيخة».‏

الخوجة: شيخة تتخذ من إيوان منزلها في الصيف وفي الشتاء إحدى غرف منزلها مكاناً لإلقاء الدروس والتعليم.‏

الكتاب: شيخ ينشئ المكتب في إحدى غرف دارة أو في غرفة ملحقة بالمسجد.‏

الحياة في الكتاتيب:‏

يبدأ التسجيل في الكتاتيب عندما يأتي ولي الطفل ويسلمه للشيخ أو الشيخة بعبارات تنم عن احترام وتقديس لمهمة التعليم مثل «اللحم إلك والعظم إلنا» كناية عن أن للشيخ الحرية في إنزال أشد العقوبات في سبيل تعليمه.‏

أما الدوام فكان قاسياً وطويلاً، من شروق الشمس إلى مغيبها وقد صور لنا الأدب الشعبي كما يقول الباحث الحالة النفسية التي كان يعانيها التلاميذ في الكتاتيب بمقطوعة ملحنة توارثتها الأجيال‏

تعبان يا قلبي تعبان‏

كله من جور الزمان‏

من صغر سني ظلموني‏

بالخوجة أو المكتب حطوني‏

يا مابكيت عيوني‏

وبكيو علي الجيران‏

وكانت الفرصة بين الدروس هي المتنفس الوحيد الذي ينتظره الأطفال بفارغ الصبر فيلعبون وينشدون بعض الأغاني:‏

عندي لعبة بتغني‏

كسرتها غصب عني‏

كسرتها وبكيت كتير‏

يلي بيعرف بالتجبير‏

يجي ويجبر لي ياها‏

ويأخذ ليرة عصملي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية