|
آدم كم تشعر بألم يعتصر فؤادك لحال رجل سبعيني بقي لعقود يعمل كمربي أجيال والدمعة تسبقه وفتات الكلام يتسارع منه وهو الذي كدح وجد واجتهد واستخرج من صفحات التاريخ اجمل الوقائع لتصدر له العديد من الكتب التي أغنت مكتباتنا العربية حتى أصبح ذا شأن لا يستهان به وشاءت الايام لتكون رفيقة عمره تقف دائما في طريقه لسنوات بسبب غيرتها عليه فرمت ببعض ابحاثه وشهادات التقدير التي حصل عليها إلى سلال المهملات ويبقى جل همها بعد أن دق خريف العمر أبوابه مستخدمة كافة الاساليب حيال ابنائها الذين كبروا واصبحوا رجالا ونساء لتثبت لهم ضعف الوالد مبررة صحة تصرفاتها ملقية على كاهله كافة اخطاء السنين وجردته من كل مشاعر الحب والحنان. بعد أن قدم لنا كل ذلك الحديث عنها وقف امامنا متسائلا لماذا لا تكون سندا لي لتتجلى صورة المحبة والألفة بيننا اين الاحترام والود لم تقبل كل هذه العذابات لي ولا تقبلها لولدها أم تناست بأن الرجل هو الأب والأخ الذي شاركته رحم أمها والابن الذي حملته جنينا كما اختاره قلبها ليكون ابا لأولادها ليتقاسما أفراحهما واتراحهما وتأخذ بيده نحو المستقبل. حوائي تلك لم تدمع عيناها علي إلا بعد أن وقعت ارضا وكسرت يدي في تلك اللحظات الاليمة القت بناظرها حيالي وجلست على سريرينا بجانبي تتكلم أعذب الكلام وقد أدركت بأني مريض ولم أقو على الحركة كسابق عهدي لم أقل لها شيئا وكأن الصمت اصبح سلاحي الوحيد معها وضعت رأسها على كتفي وأشاحت بوجهها إلى الجدار لتداري عتب السنين بيننا وتعود من جديد لترمقني بعينيها. |
|