تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لحظة في بلاد العجائب

ومضة
الاربعاء 29/8/2007
لينا هويان الحسن

جون كيتس ذكر مرة: (الجمال متعة إلى الأبد) ألا يستوقفنا هذا الحس الجريء لدى شاعر إزاء تعريف الجمال.. ربما كل الشعراء لما كانوا شعراء لو أنهم لم يمتلكوا هذا الفهم العسير للجمال..

بالتأكيد (عسير) لأن ربط الجمال بالزمن أمر لطالما أرعب البشر واخافهم, من حقيقة مرور الزمن عليهم واحترافه تحويلهم إلى طور الشيخوخة..‏

في حين كيتس يصر على مفردة (الأبد) كشرط مرافق للجمال لتركنا عباراته ونحن واقعون في أكثر من شرك.. فليس سهلاً امتلاك ذاك الوعي الذي يجعلناً نستشعر جمالاً مكثفاً إلى حد أننا نظنه مستمراً إلى (الأبد).‏

ربما من جماليات تنوع الذائقة البشرية ذلك الاختلاف في تخمين الجمال حولنا.. فلدى البعض قد يكون فجراً يبزغ في داخلنا فيما نشهده مغيباً.. مراً.. أو رصاصة تئز فجأة عالياً.. ويكون ذلك هو الحب.. أو قد يكون شىئاً مبهماً يحلق فوقنا على نحو خاطف على طريقة طائر السنونو.. كطائر نذير يريد أن ينبهنا إلى قباحة ألفناها.. وجمال استغربناه..أو أن الجمال قد يتجلى بلحظة نمتلك فيها أسنان ذئب لنعض على لحظة زائغة..‏

تذوق الجمال.. وتعريفه.. موضوع.. مربك محير, مدوخ.. وليس غريباً أن يحضرني ما قالته ذات مرة الملكة الغاشمة لأليس وهي في بلاد العجائب (الآن, ها أنت ترين,إن الأمر يتطلب منك الركض بكل ما أوتيت من قوة كي تبقي مكانك).‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية