تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


( اقتصاد الأسرة ) بين مؤيد و معارض

حماة
اقتصاد الأسرة
الاربعاء 29/8/2007
أيدا المولي

في احدى جلساتهن أتين على حديث يخص سبل توفير العائلة من الدخل و كيفية تخفيف الأعباء المالية , منهن من امتدح صفحة ( اقتصاد الأسرة ) في جريدتنا و منهن من أثارت فيهن شجوناً أنقلها على لسانهن:

اذا كنتم توجهون - اقتصاد الأسرة - لي و لمثيلاتي فان هذه الصفحة لا تغريني قراءتها بل تغيظني أحياناً اذ تصل الى حد الاقتصاد بوجبات الطعام و بمصروف الجيب - و تعيد أمثالي الى أزمات الغذاء و ارتفاع أسعار البطاطا و فقدان المواد الأساسية من الأسواق كالزيت و السمنة و المحارم الخ.. و قدرتنا على التأقلم مع تلك الحالة حتى بعد مسؤوليتنا عن الأسرة و انزياح للأزمة لا تقولوا : اقتصاد الأسرة فالنصائح ليست لنا و مع ذلك فمثيلاتنا من يطلع عليها أما من المرتادات .. الدائمات لمطاعم العشر و السبع نجوم .و المتزينات الفاخرات في فخامة بيوت التزيين , فهن لا يقرأن شيئاً من هذا بل توضع أمامهن المجلات الأكثر أناقة و تتحداهن بأن يصبحن ملكات في عالم التجميل و الجمال بفضل البذخ على احتواء الماركات العالمية من العطور و حمرة الشفاه.‏

أمهاتنا اقتصاديات دون منازع فهن لا يتفاخرن بارتداء الغالي من الثياب بل يرغبن بناتهن بالبسيط و الجميل و النظيف و لا يلبسن الذهب و اذا لبسنه لا يسمعن رنينه لجاراتهن الأقل حظاً.‏

ويقنعن أولا دهن أن الجمال في استعمال العقل للتكيف و القدرة على التأقلم مع أكثر الظروف حرجاً و هذا هو الذكاء .‏

و ان الاكتفاء بقطعة ذهبية ناعمة أحسن من التزين به في العنق و الأذن واليد و القدم فهذا يتزين به أحصنة الملوك و نحن لا نريد أن نصل الى هذه المرتبة المزرية.‏

و الاقتصاد يخلقه الظرف الراهن فاذا كنت كأبي و شعاره عش اليوم و اترك الغد يخلق الله ما يخلق فأنا مسرفة و اذا كنت كأمي فانا مدبرة و كأن مسؤولية اقتصاد الأسرة تتحملها المرأة فقط و اذا كان الرجل مسرفاً فلا بأس لأن المرأة ستعيد ترقيع ما انشق و ستحرم لنفسها ما حلله هو في غير مكانه . هذا من وجهة نظر الرجل ..‏

و مع ذلك فان ( اقتصاد الأسرة ) ستكون مخطئة منطقياً اذا كانت تظن أنه عندما يملك أحدهم ثمن سيارة فانه لن يشتريها و عندما يستطيع أن يستجم مع أسرته كل صيف على شواطئنا العزيزة فانه سيحرم نفسه ذلك كي يوفر ذلك الى أيام الحاجة و القلة .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية