|
من البعيد المعلومات التي نشرت غير مرة في المنابر الاعلامية الرسمية، أشارت وفي أكثر من مناسبة ، الى أن نسبة كبيرة من الغراس التي تتم زراعتها في هذه المنطقة أو تلك ، كانت تؤول الى اليباس والذبول بعد أيام أو أسابيع من غرسها، وذلك لمجموعة أسباب أبرزها: عدم تأمين حاجة الغراس من مياه الري، وربما لهذا السبب بالذات ، فإن نسبة كبيرة من الغراس التي تزرع سنويا خلال الاحتفاء بعيد الشجرة، لا يتبقى منها أكثر من (15) بالمئة بعد زراعتها، وقد لا يخلو هذا الرقم من المبالغة. وما يدفع الى مثل هذا الاعتقاد أو الاستنتاج، أن بعض الأرقام كانت قد أكدت، بأن نسبة المساحات الخضراء من أصل إجمالي المساحات المزروعة في القطر لا تصل الى أكثر من (2،5) بالمئة. وهذه النسبة ما زالت على حالها منذ نحو ربع قرن، أي لو كانت هناك جدوى فعلية من حملات التشجير وإحداث المحميات الطبيعية، فإن على الرقم المذكور أن يشهد ارتفاعا ولو بنسب طفيفة. وبمنأى عن حملات التشجير التي يمكن إحاطتها بكثير من الملاحظات، فإن الحفاظ على ما تبقى من مساحات خضراء، لا يستوجب فقط الاستمرار في إنتاج الغراس وإعادة إنتاج تجارب فاشلة تعود لأكثر من نصف قرن، وإنما يتعين وفي ظل الزحف المتنامي للكتل الاسمنتية على الأراضي الزراعية، السعي من جانب مجالس المدن والبلديات للأخذ بضابطة بناء جديدة مثلما هو قائم في معظم بلدان العالم. والضابطة التي نعنيها تقضي بالتوسع العمراني الشاقولي وليس الأفقي ..، والأهم من ذلك، يفترض أن تقوم هذه المجالس بإصدار المخططات التنظيمية، وذلك أن عدم إصدارها والتأخر في إنجازها، يسهم في تشجيع تجار البناء والمتعهدين في التعدي على ما تبقى من مساحات خضراء وأراض زراعية.! marwanj@ureach com |
|