تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مـن أجل حوار يلغـي الهواجس..!

الصفحة الأولى
الأحد 14-12-2008
كتب المحرر السياسي :‏

لا تخلو المواقف التي أطلقها الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر من نقاط تستوقف أي متابع، وهي التي شكلت مطلبا وحاجة غابت لسنوات طويلة من الخطاب الأميركي، الرسمي منه، أو ذلك الذي جاء حصيلة جولة استكشاف لأجواء المنطقة، خارج الأطر التقليدية .‏

الرئيس كارتر يدرك مسبقا أن مواقفه التي يعلنها، تعكس إلى حد بعيد هواجس، وتترجم مخاوف كانت ومازالت تحول دون أن يأخذ الموقف الأميركي ما هو مأمول منه، وكانت الحصيلة الفعلية خلال السنوات الثماني الماضية كما غير متناهي من عدم التفاهم، ووصل في بعض مراحله إلى كثير من القطيعة السياسية التي عابت الموقف الأميركي.‏‏

وفي الوقت ذاته يدرك أيضا أنه ليس هناك من يرغب في افتعال خصومة مع الولايات المتحدة الأميركية، بل ثمة إرادة لدى الجميع في إقامة حوار معها حول قضايا المنطقة، تمليها الضرورة السياسية مثلما تفرضها المكانة التي تتبوؤها في المشهد الدولي.‏‏

وحين يأخذ الرئيس كارتر دور المبشر السياسي للإدارة القادمة وتوجهاتها، ويرسم بكثير من الدقة ملامح التوجه المنتظر، ثمة أسئلة وعلامات استفهام عديدة تتشكل على خلفية التجارب السابقة التي لا تميل إلى الإفراط في التفاؤل، وفي الوقت ذاته لا تحول دون أن تفسح في المجال أمام مساحات كبيرة من الانتظار.‏‏

ولعل الحديث عن الحوار الذي شكل في كل الأوقات ضرورة لا غنى عنها، يزيد من مساحة الانتظار الذي لا يقف حكرا على المنطقة، وإنما يشمل دول العالم قاطبة، وهو ما يزيد من أهمية المواقف التي أطلقها الرئيس كارتر.‏‏

فسورية التي كانت من دعاة الحوار في مختلف الظروف، ترى في التوجه الأميركي الذي بشر به الرئيس كارتر عهدا جديدا، وأفقا يفتح الباب أمام مرحلة مهمة من التعاطي السياسي الأميركي مع قضايا المنطقة، ويشكل في الآن ذاته قطيعة مع عهد غالى كثيرا في تجاهله لقضايا السلام والحوار، وهي قطيعة تملي حضورها في مستقبل العلاقات السورية – الأميركية.‏‏

وفي كل الأحوال ما يمكن قراءته في الموقف المعلن أن هناك فسحة تلوح في الأفق، وهي موضع ترحيب مثلما هي موضع انتظار بأن تترجم على ارض الواقع في خطوات عملية تستدعيها الحاجة إلى التخلص من إرث سنوات عجاف مرت على المنطقة والعالم، وعانت منها البشرية، ولم تكن الولايات المتحدة الأميركية بمنأى عنها، ولا يجوز أن تستمر.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية