تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدولة اليهودية ليســــــت شــــــعاراً

الافتتاحية
الأحد 14-12-2008
بقلم رئيس التحرير أســـــــــعد عبـــود

جديد وزيرة خارجية العدو الاسرائيلي «تسيبي ليفني» ، أنه لا جديد...

يقال: إنها تحاول أن تخفف من وقع تصريحاتها الأخيرة لإذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي حول رؤيتها أن يغادر العرب الفلسطينيون أرض فلسطين المحتلة في عام 1948، ليعيشوا في دولة فلسطينية تحقق لهم تطلعاتهم القومية..؟!‏

جديدها أن لا جديد - كما قالت - فهي بصدد البحث عما يحقق هذه التطلعات القومية للفلسطينيين..‏

فعلاً لا جديد...‏

من يقرأ التاريخ وتتابع الأحداث يعرف تماماً أنه لا جديد..‏

منذ وعد بلفور.. بل منذ مؤتمر بازل الصهيوني في بداية القرن الماضي حتى اليوم لا جديد.. الهدف والغاية: دولة يهودية..‏

هذه الدولة اليهودية لم تعد فكرتها حصراً على غلاة الصهاينة.. بل الى حد كبير تبنتها إدارة الرئيس بوش، التي فشلت الى درجة السخرية في إقامة الدولة الفلسطينية.. لأن هذه الدولة مرهون إحداثها بقيام الدولة اليهودية «نقية» العنصر..؟‏

وحينما وجهت السؤال إلى الرئيس الأميركي السيد جيمي كارتر قال إنه لم يقرأ التصريح الأساسي لليفني, وافترض أنها شرحت ما أرادته بما يؤكد عدم التفكير بطرد عرب 1948 من إسرائيل.‏

هل يعرف العرب ماذا يعني دولة يهودية..؟!‏

لماذا يسكتون..؟!‏

وإلى أين سيوصلهم سكوتهم..؟!‏

لقد سكتت أوروبا سنين على صعود النازية والفاشية.. فماذا كان الثمن؟.‏

رغم انتصار حلفاء الديمقراطية والليبرالية والشيوعية على العنصريين، كم دفعت أوروبا ثمناً لهذا النصر..؟! تخيلوا الآن - لا سمح اللـه - لو كان النصر للنازية..؟!‏

ليحدثنا أي عربي بمن فيهم المعتدلون والأشد اعتدالاً عن فروق يحسونها بين بنيامين نتنياهو أو الذئب العجوز بيريس (صاحب «مأثرة» قانا) أو أرئيل شارون.. أو مناحم بيغن أو شامير أو بن غوريون .. أو «القاتلة» ليفني.. في موقفهم من العرب، وبين موقف أي قائد نازي فاشي من الشعوب الأوروبية ..؟! بل إن النازية لم تكن تعمل لطرد الشعوب الأوروبية من أرضها، إنما لفرض الفكر النازي العنصري البغيض.‏

إن ما نواجهه اليوم هو المرحلة الأخطر في مشروع الغزو المركب الذي لن يفرق بين دمشق وعمان وبين تونس وتطوان.. بين القاهرة والدوحة.. ومكة المكرمة..‏

الدولة اليهودية تستهدف الجميع.‏

المشروع الصهيوني الذي تتلى عناوينه من هذا الصوب أو ذاك، يعلن عن نفسه اليوم بشكل أوضح.. إنه الطرح الوقح على أمة قيد الهزيمة.. طرح أولئك الذين قالوا يوماً:‏

إنما نحن بؤساء من هذا العالم تعرضنا للتهجير والمذابح ونريد أن نعيش في فلسطين بسلام...‏

قامت إسرائيل..‏

فالتحفوا بمقولة إن العرب سيلقونهم بالبحر.. وعندما جاءتهم دعوات السلام.. واحدة.. تليها واحدة.. رفضوا السلام؟!‏

لماذا..؟!‏

إنهم بحق يريدون حلاً للفلسطينيين..‏

دولة فلسطينية.. وطن بديل.. المهم أن يقيموا الدولة اليهودية العنصرية أحادية النوع.‏

وعندما قدم العرب مبادرتهم للسلام التي صاغ خطوطها الأولى توماس فريدمان كورقة اخيرة‏

قالت أميركا: مقبولة لكن..؟‏

وقد أيدها بشكل واضح الرئيس جيمي كارتر بمؤتمره الصحفي أمس في دمشق.‏

وقالت إسرائيل: معقولة لكنها لا تكفي..؟!‏

لماذا..؟!‏

لأنهما يريدان الدولة اليهودية.. وأن ينشغل العرب بقصص أخرى للعداء يفجرها بشكل ما الضغط بالفلسطينيين بحثاً عن الوطن البديل بعيداً عن وطنهم المحتل..‏

ليس هناك عاصمة عربية واحدة آمنة من هذا المشروع، ما لم يتصد العرب.. نحن اليوم فقط أمام مرحلة.. تتمثل بوطن بديل للفلسطينيين توطيناً أو ترحيلاً.. وتخليص إسرائيل من العرب...‏

فإن كان لهم ذلك.. تبدأ مرحلة أخرى.. من يدري لعلّ إسرائيل تعلن عنها تحت لافتة تتحدث عن الضغط الذي تتعرض له نتيجة الصراعات العربية- العربية..‏

لن يبرئ التاريخ أحداً..‏

لن يبرئ عربياً واحداً..‏

لن يبرئنا..‏

فلننس كل شيء.. كل شيء.. ولنواجه المشروع بالمقاطعة الكلية الشاملة الرافضة لإسرائيل.. ثم ننظر بخطوات أخرى.‏

a-abboud@scs-net.org‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية