تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عكــــس المتغيــــرات العالميـــــــة .. الدولار يهبط عالمياً وينتعش محلياً فهل سببه الدعم الخفي؟

مصارف وتأمين
الأثنين 5/15/ 2008 م
منير الوادي

زخم الاخبار الكثيرة والمتنوعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي في هذه الاسابيع بدأ يرخي بظلاله على سعر صرف الدولار واليورو في الاسواق العالمية وخاصة بعد صدور تقارير تشير إلى بدء الركود في الاقتصاد الامريكي والعالمي واندماج بنكين امريكيين وفشل خطة انقاذ صناعة السيارات الامريكية ما سيؤدي إلى تدهور مؤشر داوجونز الذي يضم أقوى الشركات الصناعية وأيضاً صدور تقارير حول تسريح نصف مليار موظف في أمريكا وتراجع مؤشرات الاستهلاك والانتاج وبالتالي الناتج المحلي الاجمالي.

إضافة لاقرار الصين خطة للاعتماد على تشجيع استهلاك بضائعها محلياً وعدم الاهتمام بالتصدير والاسواق الخارجية لتجاوز فترة الركود العظيمة المتوقعة للعام القادم .‏

هذه المؤشرات والمتغيرات التي تصدر تقاريرها بشكل اسبوعي وأحياناً أقل تلعب دوراً أساسياً في تحديد أسعار الصرف في معظم الدول وخاصة الكبرى صاحبة العملات الرئيسية في آسيا وأوروبا وأمريكا وهي كلها تشير إلى هبوط في أسعار صرف الدولار .‏

انتعاش محلي‏

أما في أسعار الصرف المحلية فما زال الدولار يشهد انتعاشاً ملحوظاً وخاصة بعد ظهور الازمة المالية العالمية للعلن في أيلول الماضي الامر الذي يدعو إلى تساؤلات حول الآليات المتبعة في تحديد أسعار صرف العملات وتحديداً الرئيسية منها مثل الدولار واليورو والين الياباني وحتى العملات العربية خاصة مع وجود قرارات للبدء بالتحرير التدريجي لاسعار صرف العملات وعدم اعتماد سعر اداري كما حصل في السنوات الطويلة السابقة حتى تخضع هذه الاسعار للمتغيرات الحقيقية وتعكس صورة الاسواق المحلية التي تشير أيضاً إلى بدء تأثرها بالركود العالمي فالاسواق خلال فترة التحضير للعيد لم تشهد حركة و زخماً بالبيع والشراء كما السنوات الماضية والكثير من السلع التي تم شراؤها عند باعة نصف الجملة والمفرق ما زال قسم جيد منها في مستودعات تجار هذه الفئة ما يدل على انخفاض الطلب على المنتجات سواء المحلية أو المستوردة وهذا بدوره يعني قلة الطلب على الدولار والعملات الرئيسية ويفترض أن تكون قلة الطلب حسب قوانين اقتصادالسوق هي انخفاض أسعار العملات الرئيسية ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث بل ما حدث هو العكس حيث يواصل الدولار انتعاشه في السوق المحلية رغم غياب التقارير والمؤشرات الاقتصادية المعروفة والمحددة لاسعار الصرف من تقارير الاستهلاك والناتج المحلي الاجمالي والميزان التجاري وغير ذلك .‏

تغيرات أسعار الصرف‏

أول تغير في سعر صرف الدولار سجله يوم 5/8/2007 حيث انخفض تحت حاجز الخمسين ليرة لأول مرة منذ سنوات طويلة وسجل في ذلك اليوم 95ر49 لاسعار المبيع و65ر49 للشراء فيما بدأ اليورو ارتفاعه وسجل 82ر68 للبيع و42ر68 للشراء وتوالت انخفاضات أسعار الصرف للدولار ليسجل في 7/10/2007 90ر48 للمبيع و60ر48للشراء مع ارتفاع آخر لليورو13ر69للمبيع و73ر68 للشراء وشهد العام الحالي انخفاضاً قياسياً للدولار وارتفاعاً قياسياً أيضاً لليورو لم يسجلا منذ عقود وبدأ تراجع الدولار في شباط واستمر في آذار الماضي ليسجل أقل سعر في أيار ثم يعود للارتفاع خلال حزيران وليسجل أدنى سعر له في سنوات يوم 22 تموز الماضي حيث وصل إلى 80ر45 للمبيع و60ر45 للشراء وفي اليوم نفسه سجل اليورو أعلى سعر له وهو 95ر72 للمبيع و65ر72 للشراء.‏

ولكن الدولار بدأ يوم 13/8/2008 بالتحسن ليعود إلى حاجز 46 ليرة مع بدء انخفاض اليورو أيضاً ولكن الازمة المالية العالمية يبدو أنها لم تؤثر على أسعار صرف الدولار محلياً بل على العكس أعطته دعماً وقوة على حساب اليورو ليحافظ على ثباته فوق 46 ليرة مع تراجع اليورو إلى سعر 23ر66 للمبيع و93ر65 للشراء..‏

انتعاش الدولار استمر خلال أشهر تشرين الاول والثاني وكانون الاول الحالي ليصل الدولار في أيام العيد إلى حاجز 47 ليرة مقابل تراجع مستمر وطبيعي في سعر اليورو وحسب نشرة التجاري السوري فقد وصل سعر الدولار إلى 25ر47 للمبيع و5ر47 للشراء مقابل انخفاض اليورو إلى 86ر59 للمبيع و56ر59 للشراء أما المصرف المركزي وحسب نشرة السبت فكان سعر الدولار 90ر46 للمبيع و70ر46 للشراء أما اليورو فسجل 73ر62 للمبيع و43ر62 للشراء.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية