تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تضافر الجهود يصنع واقعاً مختلفاً

ثقـــافـــة
الأثنين 15/12/ 2008 م
لما المسالمة

نحن متفقون دوماً أن يداً واحدةً لا تصفق وحدها، فالمرء كائناً من كان لا يستطيع أن يقوم وحده بأداء يتسم بروح الجماعة، ويتطلب جهداً وعملاً دؤوبين لينجز على الشكل الأمثل،

وكما السياسة والاقتصاد يحتاجان لفريق عمل متكامل من مخططين ومنفذين فإن الثقافة -هي ذلك الكل الذي يمثل كل شيء وقبل كل شيء الإنسان- لا يمكن أن تكون في يوم من الأيام عملاً فردياً وإخراجها ليس بالمشروع الشخصي وإنما هي عمل يحتاج لتضافر الجهود وهي لا يمكن أن تقتصر على جهة ما دون غيرها كما لا يمكن أن تتسم بالطابع الرسمي أو الخاص وحده.‏‏

وخير مثال على ذلك المعارض والندوات والمحاضرات، نعم لقد رأينا بأم أعيننا أن التمازج بين الجهة الراعية والمنظمة والمقدمة إن دل على شيء فهو يدل على أن الفعل الثقافي هو ثمرة تعاون بين الجميع وحصيلته هي ارتفاع الإقبال على النشاط أياً كان شكله ومحتواه، ففي إحدى الندوات غصت قاعة المركز الثقافي في كفرسوسة بضعف قدرتها على الاستيعاب واصطف الجمهور بشكل غريب أملاً منهم أن تغادر مجموعة حتى تحل محلها أخرى، وهنا يمكن القول إن المكان هو جهة رسمية تتبع لوزارة الثقافة بينما المحاضر هو شخص مستقل، أما الراعي والمنظم فهي جهة خاصة ولعب الإعلان المكثف للندوة إضافة لسمعة المنظم ومكانة المركز وطبيعة النشاط دوراً في ارتفاع الإقبال الذي عانت من قلته المراكز الثقافية في أوقات أخرى وفي ندوات أخرى.‏‏

هذا مثال بسيط وإن لم نذكر فيه أسماء لكن الهدف هو الوصول إلى قناعة راسخة أن أي نشاط ترافقه حملة دعائية جيدة وتوقيت مناسب إضافة لطبيعة هذا النشاط مع توفر المكان المؤهل لاستيعابه إنما هو بالفعل يصنع واقعاً مختلفاً ويضع الانسان في موقع إعادة النظر بكل شيء.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية