تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كــارتـــــــر و المثـــــل الأميركية المفتقدة

حدث و تعليق
الأثنين 15/12/ 2008 م
عدنان علي

زيارة الرئيس الأميركي الاسبق جيمي كارتر الى دمشق و مباحثاته مع المسؤولين السوريين و الفلسطينيين ،

تؤكد من جديد اننا امام رجل صادق و مخلص يعرف كيف يضع قدميه في المكان الصحيح دون خجل أو وجل برغم الضجيج الذي تثيره من حوله في كل مرة الدوائر المتطرفة سواء في اسرائيل أم في الولايات المتحدة.‏‏

وقدرة الرئيس كارتر على النفاذ الى عمق المشكلات وشجاعته في وضع اصبعه على مكان الالم الحقيقي يمثل قدوة حسنة سواء للادارة الاميركية المقبلة التي نأمل مع السيد كارتر ان تتمكن من صياغة مقاربة جديدة لمشكلات الشرق الاوسط و العالم ، أم للاخرين في المنطقة وخارجها ممن فقدوا القدرة على تقديم تشخيص صحيح لهذه المشكلات باعتبار ان الصراع العربي ـ الاسرائيلي هو جوهر الازمات ومن غير حله على اساس عادل لايمكن ان ينهض سلام او استقرار في المنطقة ، بل وفي العالم كله ، وهذه على اية حال خلاصة دراسة نشرتها اخيرا مجلة فورن افيرز الفصلية كتبها سياسيان اميركيان سابقان هما ريتشارد هاس و مارتن انديك ، حيث تؤكد الدراسة ان التفاهم مع سورية عبر انجاز اتفاق سلام تستعيد بموجبه مرتفعات الجولان ، قد يكون هو مفتاح الانفراج الشامل في الشرق الاوسط.‏‏

ان السيد كارتر هو خير من ينقل رسالة امينة لادارة السيد اوباما حول ماعانته و لاتزال ، شعوب المنطقة جراء السياسات غير المسؤولة التي اتبعتها الادارة الاميركية المنصرفة برئاسة جورج بوش و التي طالت شرورها العالم اجمع ليصبح اليوم اكثر اضطرابا و فوضى ، سياسيا واقتصاديا اكثر من اي وقت مضى ولعل الافكار البناءة حول السلام و الديمقراطية التي يحملها السيد كارتر ويعمل عليها منذ سنوات هي الوجه الصحيح للمثل الاميركية المعروفة عالميا ولكن المفتقدة عمليا حتى الآن.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية