تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لا يكفي أن يكون من الأوائل

سينما
الأثنين 15-12-2008
رنده القاسم

لكل من يرغب برؤية فيلم اكشن لاعلاقة له بالمنطق ،حيث البطل السوبر الذي لا يهزم ،البطل الذي يكسر بجسده الواحا من الخشب و الزجاج بل و أكواما من الحجارة و يتمكن بثوان من القضاءعلى رجال أربعة مسلحين

يحاصرونه داخل المصعد و يتدلى من أماكن مرتفعة و ينجح في المطاردات البرية و البحرية و الجوية و تطلق عليه عشرات الرصاصات و مع ذلك يبقى سليما معافا أنيقا اللهم الا من خدش بسيط في وجهه.لعشاق هكذا أفلام يمثل فيلم جيمس بوند الأخير «مقدار من الارتياح» المثال الأفضل.‏

كلمةquantum في عنوان الفيلم قد تعني «مقدار» و قد ترمز الى منظمة» كوانتوم» الاجرامية الغامضة التي يحاربها جيمس بوند.أما الارتياح فهو ذاك الشعور الذي كان يسعى اليه كل من جيمس بوند (دانييل كريج) و «كاميل مونتيس»(اولغا كوريلينكو) فبوند يسعى الى الانتقام لمقتل حبيبته التي خانته مع أحد أعضاء كوانتوم وعند هذا الأخير يسعى لمعرفة الحقيقة وراء موتها,أما «كاميل» فهدفها هو الانتقام من الجنرال البوليفي «ميدرانو» الذي قتل أسرتها و حرق منزلها عندما كانت صغيرة ، و القاسم المشترك بين الهدفين هو رجل الأعمال «دومينيك غرين»(ماثيو أمارليك) الذي يقدم نفسه كمهتم بالبيئة و لكنه في الواقع عضو في «كوانتوم» يسعى لمسانده الجنرال في انقلاب على الحكومة مقابل اعطائه جزء من الصحراء و هو بذلك انما يريد السيطرة على موارد المياه . و يلقى «غرين « دعما من الCIA مقابل حصول أميركا على حصة من صفقته مع الجنرال كما و تعمل لمساعدته لأجل التخلص من «بوند».ولكنها نسيت أنه العميل البريطاني الذي تنقلب قوانين المنطق و الطبيعة لخدمته تساعده في ذلك جاذبية كفيلة يتحويل الشرطية التي قدمت للقبض عليه الى عاشقة و بالتأكيد كل هذا يجعل من العبث اعتقاد نهاية أخرى غير تلك التي تجلب الراحة لقلبي « بوند» و « كاميل» و ليس الراحة فحسب بل شيئا من الحب.‏

فيلم جيمس بوند الأخير من اخراج «مارك فورستير» و رغم أن «كريج» تمتع بكاريزما خاصة و رغم أن الفيلم احتل المركز الأول في قائمة الأفلام العشر الأوائل الا أنه فيلم يغادرك مع مغادرتك صالة السينما.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية