تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ولاتزال اللعبة مستمرة!

ترجمة
الأثنين 15-12-2008
ترجمة: هناء هيفا

استخدم مصطلح «اللعبة الكبرى» في القرن التاسع عشر من قبل الإمبرياليين البريطانيين لوصف النزاع البريطاني- الروسي للحصول على موقع على رقعة الشطرنج

هي أفغانستان وآسيا الوسطى وقد تضمنت هذه اللعبة عمليات استخباراتية محدودة وحروباً قصيرة فكان الأفغانيون خلالها إما ضحايا أو متفرجين.‏

ولاتزال هذه اللعبة مستمرة حتى بعد مرور أكثر من قرن، ولكن عدد اللاعبين قد ازداد، وأصبح الشعب الأفغاني متورطاً في هذه اللعبة إلى جانب تأثر العالم أجمع بشدة العنف والتهديدات في أفغانستان.‏

حالياً لم تعد هذه اللعبة أشبه بحدث رياضي نتابعه من بعيد، فقد حان الوقت للاتفاق على بعض الأحكام الجديدة.‏

فبعد مضي سبع سنوات على الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والقادة الأفغان الموالون لها، نرى أن الولايات المتحدة هي من دفعت بقيادة حركة «طالبان» و«القاعدة» للخروج من أفغانستان إلى باكستان، حيث أصبح لهذه الحركات شعبية كبيرة على أطراف الحدود الأفغانية- الباكستانية وقد أسست «القاعدة» مأوى جديداً لها ضمن المناطق القبلية الباكستانية حيث وجدت الحماية من قبل منظمة جديدة هي حركة «طالبان الباكستانية» ما جعل الحكومة الباكستانية (المحاصرة بأزمات سياسية متتالية) غير قادرة على السيطرة على أرضها وشعبها بالإضافة إلى مواقف وكالة استخباراتها أدت إلى ازدياد الإرهاب في أفغانستان والذي انتقل بطرق عديدة إلى كشمير التي أصبحت بدورها الساحة الرئيسية للنزاع القائم حتى الآن بين الهند وباكستان على مدى سنوات، كانت هناك انتقادات كثيرة لاستراتيجية الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي كانت تحذر من أن المنطقة ذاهبة في هذا الاتجاه، في المقابل كانت الولايات المتحدة ترسل الحشود العسكرية إلى أفغانستان وتقوم بشن هجمات على التقاطع الحدودي الباكستاني- الأفغاني للقضاء على معاقل المقاتلين واستئصال القاعدة.‏

ولكن هذه الهجمات ماهي إلا مادة للمتضرعين أملاً في إنقاذ جورج بوش وإرثه، فهي لن تقدم الأمن لأن إعادة البناء وقيام حكومة صالحة وأنظمة عادلة يتطلب سنوات عديدة من السلام النسبي والأمن.‏

تحتاج أفغانستان إلى قوى أمن أكثر تأثيراً وليس دعم الولايات المتحدة والقوات المنتشرة لحلف الناتو.‏

أيضاً قوى الأمن الباكستانية تفتقر إلى الأعداد، المهارات، المعدات والتحفيز لمواجهة التمرد المتزايد في البلدين ولاستئصال «القاعدة» على طول الحدود الباكستانية- الأفغانية.‏

إن العروض من أجل تحسين الوضع الأمني تركز على إرسال قوى دولية، تدريب وتجهيز قوى الأمن الباكستانية والتي نظمت من أجل الصراع مع الهند ومن أجل حركة التمرد المحلية لكن أي عرض من هذه العروض لم يكف لمواجهة هذا التيار.‏

عندما نسمع خطاب الولايات المتحدة «الحرب على الارهاب» و«النضال ضد الشر» بالإضافة إلى «معنا أو مع الإرهابيين» نشعر أن دبلوماسية الولايات المتحدة قد شلت.‏

والسؤال: هل ستكون الإدارة الأمريكية القادمة قادرة على الخروج من نفق الحرب الأفغانية؟‏

على هذه الإدارة أن تبذل جهداً يقوم أولا على مفاوضة المجموعات برعاية مجلس الأمن ووضع نهاية لهذه اللعبة مدمرة في المنطقة بعد أن أصبحت مميتة وجاذبة للاعبين كثر. أيضاً على واشنطن انتهاز الفرصة لتغيير هذه اللعبة لتحل مكانها صفقة جديدة للمنطقة.‏

بقلم: بارنت.ر. روبن وأحمد رشيد‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية