|
البقعة الساخنة ربما لو جاء هذا التوجه في مطلع ولايتي بوش الأولى والثانية لقلنا إن الرجل يهتم بالسلام والاستقرار في العالم ولكن أن يأتي مع رحيله الذي ينتظره العالم بفارغ الصبر ، فذلك أمر يستحق التوقف عند أهدافه ومراميه. فهل بوش حقاً يسعى لتلميع صورته قبل الخروج من البيت الأبيض.. أم أن الموضوع أهم من ذلك ويتعلق بتقديم هدية نهاية الخدمة لإسرائيل.. أو مجرد تصرفات لوضع العصي في عجلات الإدارة الجديدة؟ أسئلة تدور في مخيلة كل من يهتم لخطوة الرئيس بوش تجاه مجلس الأمن وعملية السلام في المنطقة وخاصة أن الرئيس الاميركي بوش كان من الرافضين الأشداء للتدخل المباشر في عملية السلام ومع ترك أطراف الصراع يجدون الحلول بأنفسهم مع الاحتفاظ بالدعم المطلق لإسرائيل في كل ممارساتها العدوانية في المنطقة. بغض النظر عن تفاصيل الطرح الاميركي في مجلس الأمن والذي تغيب عنه صفة الالزام بالقرارات الدولية التي ترفض إسرائيل حتى الآن تنفيذها ، فإن الخطوة تثير الاستغراب وتدعو للتوقف كثيراً عند المبتغى الاميركي وخاصة أن صدور قرار في هذا الشأن عن مجلس الأمن تصبح له الصفة المكتسبة للقرارات الدولية الأخرى كالقرارين 242 و338 والقرار 194 الخاص بعودة اللاجئين. والمخاوف هنا أن يكون الهدف من طرح هذا القرار على شاكلته العمومية نسف القرارات السابقة واعتباره المرجع الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة. وما يزيد الشك بالتصرف الاميركي هو الصمت الإسرائيلي على إعادة عملية السلام إلى مجلس الأمن بعد تغييبها لمدة ثماني سنوات والاكتفاء إيحاء بأن إسرائيل تحفظت على بندين في الصيغة الاميركية ، يتعلق الأول ببقاء مجلس الأمن منعقداً لمتابعة القضية ويرتبط الثاني بامتناع الأطراف المعنية عن أي خطوات تقوض الثقة، علماً أن إسرائيل لا تلتزم بالقرارات الدولية وبالدعوات لها بوقف الاجراءات الاستيطانية المخالفة للقوانين الدولية. إن مجلس الأمن والمؤسسات الدولية هي المكان الطبيعي لحل الصراعات الدولية ولكن يجب ألا يكون اللجوء إليها مزاجياً كما هو الحال مع إدارة بوش التي أساءت طوال الثماني سنوات الماضية إلى الأمم المتحدة وعرقلت عملها في تحقيق الأمن والسلم الدوليين. |
|