تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التلوث يؤثر سلباً في مستوى الذكاء

كل جديد
الأحد 16/9/2007
ترجمة: سمر رقية

قال خبير بريطاني إن مستوى ذكاء ملايين الأشخاص يتعرض للأذى نتيجة التلوث وبعض المخاطر البيئية الأخرى. وعزا الدكتور كريس وليامز البحث في الشؤون الاجتماعية في معهد التربية بجامعة لندن هذا الخطر المحدق بذكاء البشر الى المواد السامة الموجودة في الهواء كالرصاص وبعض المواد المستخدمة في التجهيزات الكهربائية إضافة الى الاشعاعات.

وهناك مشكلة أخرى تتعلق بتراجع كمية المكونات المعدنية الغذائية في التربة نتيجة تعرضها للتعرية, ما يجعل المحاصيل الزراعية تفتقر الى هذه المكونات كالحديد واليود.‏

ويقول فريق علماء يعملون في برنامج عالمي حول التحولات البيئية برئاسة الدكتور وليامز انه ليس من السهل تحديد أبعاد هذه المشكلة بدقة نظراً لصعوبة تجميع المعلومات ويؤكد الدكتور وليامز أن المشكلات الناجمة عن هذه التحولات البيئية تؤدي الى بروز مشكلات اخرى, مشيراً في هذا السياق الى ان قلة الحديد في جسد الطفل ينجم عنه استنشاق أكبر لمادة الرصاص.‏

ويعمل الدكتور وليامز, حيث تولى تجميع المعلومات الواردة في أبحاث سابقة حول تأثير العوامل البيئية على مستوى الذكاء, ومن بين الاكتشافات الأكثر إثارة للانزعاج تسجيل زيادة ملحوظة في عدد الأطفال الذين يولدون حاملين للعرض المسمى بالعته المغولي أو عرض داو, بعد الانفجار الذي حصل في المفاعل النووي تشير نوبيل بأوكرانيا عام .1986 وقد لاحظ العلماء أن زيادة عدد حاملي هذا العرض حصلت نتيجة هطول امطار ملوثة بالاشعاعات في الفترة التالية لوقوع الانفجار.‏

وسجلت أكبر أعداد من هؤلاء المواليد في مناطق من ألمانيا والبلدان الاسكندنافية وفي اسكتلندا, وذلك بعد مضي تسعة أشهر على الحادث.‏

ونقل الدكتور وليامز عن دراسة أنجزتها أكاديمية العلوم الروسية قولها ان 95% من أطفال احدى القرى يعانون من تخلف عقلي نتيجة اشعاعات تسربت من منجم قريب لليورانيوم. كما وجد أن ملياراً وخمسمائة مليون شخص في جنوب شرق آسيا يعانون من نقص الحديد في العديد من المحاصيل الزراعية وخاصة منها الذرة.‏

وفي الهملايا والصين ازدادت المشكلة حدة بعد ان فسح اندثار الغابات المجال امام الامطار لجرف التربة حاملة معها المواد الأساسية للنظام الغذائي البشري وبالرغم من ان هذه الظاهرة ليست بالجديدة فإنها أصبحت أكثر حدة نتيجة تزايد الضغط السكاني. فقد أصبح انتشار الرصاص في البيئة يشكل خطراً على البشر, حيث إن وجود معدلات عالية من الرصاص في دم طفل من بين كل عشرة في بريطانيا كفيل بالتأثير سلبا على مستوى ذكائه.‏

وتهم هذه النسبة في بعض المدن الافريقية تسعة من بين كل عشرة أطفال وفي تعليق على هذه الحقائق قال الدكتور وليامز لقد أصبح الدماغ البشري في خطر جراء السلوكيات التي اقترفها بنفسه, بينما لا يوجد أي شيء في النظام البيئي يؤدي نفسه بنفسه ويضيف الدكتور وليامز قائلاً: لقد رأيت قرى هندية حيث سممت الآبار بمادة الفلوريد, مما سبب فقدان الذكاء وما لم ننظر بجدية الى ما يحدث فإنني أخشى أن يتزايد في العالم عدد الأشخاص ضحايا نقص في التغذية أو التسمم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية