|
رمضانيات فانعكس ذلك على عاداتهم وعباداتهم بدليل ما نسمعه من الأجيال المخضرمة التي عاصرت وواكبت شهور رمضان عبر تاريخها الطويل فتمنينا لو ترجع الذكريات الخوالي وأحداثها لما لها من تآلف ومحبة وتعزيز مبدأ الأخوة الإنسانية التي دعت اليها جميع الشرائع والديانات السماوية. شهد شهر رمضان اختلافا كبيرا بين اليوم والأمس وتحول في حوران إلى شهر الأطعمة اللذيذة وشهر الخيم والسهرات ومشاهدة الفضائيات ليلا ونهارا بينما قديما كانت عادة العيش البسيط هي المسيطرة على ذواتهم وتعاملهم فلم يعرفوا مظاهر الاستعداد غير المبرر لجمع كميات كبيرة وأنواع مختلف من الاطعمة وبالتالي استقبلوا موائدهم بصنف واحد من الطعام وغالبا ما يكون قسم منها من نتاج أرضهم وزراعتهم والقسم الآخر من مخلفات مواشيهم حيث يظهر المؤذن ساعة الغروب متسلقا إلى أعلى مئذنة الجامع رافعا الأذان بصوته القوي الرخيم ودون أي ميكروفونات على حين تتجمع ثلة من الاطفال وحبات التمر بأيديهم ليباشروا إفطارهم عند سماع مؤذنهم وإخبار ذويهم بأن موعد الافطار قد بدأ. ومن المعروف قديما أن كل عشيرة كانت بمنأى عن غيرها مع وجود الاتصال المباشر مع غيرها من العشائر فتأكل وتشرب وحدها وفي منتصف الليل تتهيأ النساء لإحضار الطحين وعجنه بكميات كبيرة ثم يخبز على التنور ليكفي العشيرة ساعة السحور والافطار وبعد الانتهاء من اعداد الخبز يبدأ المسحراتي بقرع طبلته مناديا في كل زاوية وحارة وبيت ( يانايم وحد الدايم) تنبيهاً للناس بأن موعد أذان الفجر قد اقترب فتقوم النسوة بإعطاء المسحراتي حبات من التمر وبعض أرغفة الخبز تقديرا لعمله وأدائه. ايضا الماضي حمل الكثير من أواصر الأخوة والمحبة بين الأفراد والجماعات فيزداد تلاحمهم وتراحمهم عبر اللقاءات الحاشدة في المساجد, وباعتبار أن عصر الفضائيات لم يكن موجودا فبعد صلاة التراويح يخلد الناس للنوم كي يستطيعوا قيام الصلاة والتهجد في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان. كما كان شهر الفضيلة وسيلة من وسائل الاصلاح بين الناس وفصل الخلافات فإما أن يكون باجتهاد شخصي من قبل الطرفين المتنازعين أو يقابله في فترة الموائد المشتركة التي تسمى تعشية الأموات حيث تتضامن النيات وتتعزز قيم التسامح الديني هكذا هو رمضان في حوران وعلى ذمة جدتي.. |
|