|
ملحق ثقافي تنقل لنا وكالات الأنباء بين وقت وآخر أرقاماً تبدو فلكية بالنسبة لنا ومنها رواية الكاتب الياباني «مورا كامي» الذي باع من روايته خلال العام الماضي نحو 34 مليون نسخة في اليابان وحدها، في حين أن أهم رواية عربية تطرح في السوق لا يزيد عدد النسخ المطبوعة منها على الـخمسة آلاف نسخة ولا أتحدث هنا عن المبيعات التي تكون عادة أقل من ذلك بكثير. المشكلة تكمن في طبيعة تعاطينا مع الكتاب والكتّاب، ففي حين لا يجد الكتاب الرواج المطلوب في ظل انكفاء الناس عن القراءة، بما فيهم الطبقة المتعلمة، فإن الكاتب نفسه مظلوم ولا يجد أيضاً الرواج المطلوب له من قبل وسائل الإعلام، وبما يساعد على متابعة ما ينتجه هذا الكاتب من أعمال، ويجعل من شيوع اسمه عبر الإعلام وسيلة تدفع الكتاب إلى الواجهة، وهو ما يحصل في الدول المتقدمة في العالم، بحيث تُبث برامج كاملة للترويج لكتاب بعينه. ذات يوم قال لي الأديب ذكريا تامر: لو أن كل أستاذ جامعي يشتري نسخة من كل كتاب جيد يصدر في سورية لتم توزيع مئات النسخ منه على هذه الشريحة الاجتماعية فقط!! مقابل ذلك فإن مناهجنا الدراسية لا تساعد الطلاب وخاصة الجامعيين منهم، على القراءات الموازية لمناهجهم الدراسية، وحتى في قسم الصحافة يتم النجاح على أساس المقررات الدراسية فقط دون النظر إلى حصيلة ثقافة الطالب خلال سنوات دراسته وكذلك قدرته على المحاكاة. ذات يوم سألت أحد الزملاء الصحفيين: - ماذا تقرأ؟ فأجابني دون تردد وهو يمطّ شفتيه إلى أمام بشيء من القرف: - أنا لا أحب القراءة. ghazialali@yahoo.com |
|