تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بدر الدين الحامد..وقصيدة: أنا في سكرين

فنون
الأربعاء 13-1-2010م
سليم عمّاري

جميل جداً أن نعطي كل شيء حقه وخاصة فيما يتعلق بالغناء والموسيقا والأمانة التاريخية بحق المبدعين هي أمانة مقدسة.

لقد طالعت منذ عدة أيام في ملحق صحيفة الثورة- تاريخ 23 كانون أول 2009/ العدد رقم /14100/ في زاوية ذكريات في الفن- ما كتبه الكاتب عادل أبو شنب عن قصيدة الشاعر /بدر الدين الحامد/، /أنا في سكرين من خمر وعين/.‏

لم أستغرب ما كتبه عن القصيدة، بل الغرابة في تلحين هذه القصيدة والتي كما يقول: إن ملحنها هو المطرب صباح فخري وجاءت كما يقول /تحفة فنية/.‏

أولاً: إن لحن المذهب في مطلع القصيدة ليس من ألحان صباح فخري أما الغصن الأول فهو من تلحين صباح فخري.. والمعروف موسيقياً أن ينسب اللحن لمن لحن المذهب وقد جاء لحن الغصن الذي لحنه صباح فخري لحناً هزيلاً فليس هناك أسس للحن ولا لأي صيغة من البناء الموسيقي بل هو ارتجال عشوائي يترافق مع إيقاع راقص.‏

ثانياً: إليك قارئي العزيز قصة هذه القصيدة كما رواها لي وفي منزلي بالتحديد المرحوم الشاعر أحمد الجندي:‏

كانت هناك شلة من الأصدقاء تجمعهم صداقة حميمية في أربعينيات القرن الماضي وهم: أحمد الجندي- رفيق فاخوري- بدر الدين الحامد ونعسان الحريري وفي العام 1947 ألقى بدر الدين هذه القصيدة لأصدقائه.. أخذها منه نعسان الحريري ولحنها، ونعسان الحريري ليس موسيقياً ولا مغنياً بل هو سمّيع وهاو للتلحين ولحن معها قصيدة أخرى عنوانها/دفنت أشجاني/أيضاً لبدر الدين الحامد.‏

جاء اللحن من مقام /النهاوند/ فيه ملامح من أغنية محمد عبد الوهاب /بلاش تبوسني في عينيّ/.. أما الأغصان الثلاثة فجاءت مختلفة وقد لحنها على قالب الطقطوقة.. ثم أعطاها لشاب يملك صوتاً شجياً كان يجالسهم بين حين وآخر وهذا الشاب اسمه /سركيس طنبرجيان/ وفي عام 1948 أسعف الحظ هذا الشاب وأصبح مطرباً في الاذاعة السورية بعد عام من افتتاحها.. وفي عام 1949 سجلها للاذاعة على اسطوانة بعد التعديل في اللوازم الموسيقية والتي قام بتوليفها الفنان /نجيب السراج/ وجاءت متماسكة لحناً ومتقنة بناء.. وأصبح اسم هذا المطرب /سرّي طنبرجي/ وشاعت في مدينة حمص وقام بغنائها كل من كان يغني في مدينة حمص.. لكنهم اعتمدوا في غنائهم للأغصان على الارتجال والمذهب كما هو.‏

أرجو المعذرة من الكاتب الكبير عادل أبو شنب مع كل الاحترام ولا يهمني من ذلك إلا الأمانة التاريخية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية