تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كبرياء المقاومة وذلُّ السلامة

البقعة الساخنة
الأربعاء 13-1-2010م
خالد الأشهب

بالأمس القريب , أصدر القضاء البريطاني مذكرة توقيف بحق وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة ,

لكن حكومة نتنياهو استدعت السفير البريطاني فوبخته ووبخت بلاده « العظمى» وما كان من بريطانيا إلا أن اعتذرت رسميا ووعدت بتغيير نظامها القضائي !‏‏

وأمس , وجدت إسرائيل في مسلسل تركي ما أسمته إساءة لنسبها « السامي» , فاستدعت الخارجية الإسرائيلية السفير التركي ووبخته أيضا لأجل ذلك , لكن الحكومة التركية وعلى نقيض نظيرتها البريطانية، استدعت بدورها السفير الإسرائيلي فوبخته بشدة ولطمت مجدداً الصلف الإسرائيلي المتمادي كما لو أنها تثأر ليس لضحايا غزة فحسب , بل ولعظمة بريطانيا المنكوبة بذلك الصلف !‏‏

ما بين الموقفين , التركي المقاوم والشريف والبريطاني المتخاذل , هامش من مساحة واسعة تتفاوت فيها المواقف العربية , فبعضها الأعظم ينتصر للمقاومة والكبرياء وبعضها الآخر يحاول الانتصار عليها وعلى ثقافتها .‏‏

الموقف البريطاني ومثله المواقف الأميركية والغربية عموما من إسرائيل ومن الصراع العربي الصهيوني عامة , ليست ظاهرة غريبة أو طارئة فثمة من أولئك من يتحالف مع العدوان الإسرائيلي جهلا أو بالإكراه، والمواقف التركية ومثلها الكثير من المواقف حول العالم، ليست أيضاً ظاهرة غريبة أو طارئة , فثمة من هؤلاء الشرفاء من ينتصر للحق والعدل , ومن ينتصر للضحية في وجه الجلاد.‏‏

لكن الظاهرة الغريبة حقاً أن تنزلق بعض المواقف العربية من إسرائيل ومن الصراع إلى درك المواقف البريطانية والغربية عامة كما لو أنها في صفوف المتفرجين على الصراع وليست طرفاً فيه , وتعجز في الوقت ذاته عن أن ترتقي إلى مصاف الموقف التركي النبيل , فلا تطال كبرياء المقاومة ولا تنال سلامتها من ثناء العدو ؟‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية