|
البقعة الساخنة لكن حكومة نتنياهو استدعت السفير البريطاني فوبخته ووبخت بلاده « العظمى» وما كان من بريطانيا إلا أن اعتذرت رسميا ووعدت بتغيير نظامها القضائي ! وأمس , وجدت إسرائيل في مسلسل تركي ما أسمته إساءة لنسبها « السامي» , فاستدعت الخارجية الإسرائيلية السفير التركي ووبخته أيضا لأجل ذلك , لكن الحكومة التركية وعلى نقيض نظيرتها البريطانية، استدعت بدورها السفير الإسرائيلي فوبخته بشدة ولطمت مجدداً الصلف الإسرائيلي المتمادي كما لو أنها تثأر ليس لضحايا غزة فحسب , بل ولعظمة بريطانيا المنكوبة بذلك الصلف ! ما بين الموقفين , التركي المقاوم والشريف والبريطاني المتخاذل , هامش من مساحة واسعة تتفاوت فيها المواقف العربية , فبعضها الأعظم ينتصر للمقاومة والكبرياء وبعضها الآخر يحاول الانتصار عليها وعلى ثقافتها . الموقف البريطاني ومثله المواقف الأميركية والغربية عموما من إسرائيل ومن الصراع العربي الصهيوني عامة , ليست ظاهرة غريبة أو طارئة فثمة من أولئك من يتحالف مع العدوان الإسرائيلي جهلا أو بالإكراه، والمواقف التركية ومثلها الكثير من المواقف حول العالم، ليست أيضاً ظاهرة غريبة أو طارئة , فثمة من هؤلاء الشرفاء من ينتصر للحق والعدل , ومن ينتصر للضحية في وجه الجلاد. لكن الظاهرة الغريبة حقاً أن تنزلق بعض المواقف العربية من إسرائيل ومن الصراع إلى درك المواقف البريطانية والغربية عامة كما لو أنها في صفوف المتفرجين على الصراع وليست طرفاً فيه , وتعجز في الوقت ذاته عن أن ترتقي إلى مصاف الموقف التركي النبيل , فلا تطال كبرياء المقاومة ولا تنال سلامتها من ثناء العدو ؟ |
|