تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعد استهدافها في أفغانستان.. سي آي ايه تستنفر

كريستيان ساينس مونيتور
ترجمة
الأربعاء 13-1-2010م
ترجمة: حكمت فاكه

يعتبر الهجوم الذي نفذه أحد الانتحاريين مؤخراً، والذي تسلل فيه إلى إحدى القواعد الأميركية بأفغانستان التحدي الأكبر منذ بداية الحرب الأميركية،

وقتل في ذلك الانفجار سبعة من رجال السي آي إيه، وهي أكبر حصيلة تتكبدها الوكالة، بينما قتل أربعة جنود كنديين وتوفيت صحافية في حادث منفصل، هذا الانفجار المدوي يسلط الضوء على رغبة وجدية المقاومة الأفغانية في الوصول إلى القواعد الأميركية واختراق أمنها وسلامة جنودها.‏

وأكدت - طالبان- أن المقاوم الذي نفذ الهجوم هو أحد جنود الجيش الأفغاني ومن المؤيدين والمتعاطفين مع المقاومة، إذ قام بتفجير نفسه بالسترة المليئة بالمتفجرات التي كان يرتديها أثناء اجتماع لموظفي وكالة المخابرات المركزية الأميركية السي آي إيه.‏

وكان متحدث باسم قوات حلف شمال الأطلسي العاملة في أفغانستان قد أكد أن قوات الأمن الأفغانية هي التي كانت تشرف على الأمن داخل القاعة، وقد قتل جندي أفغاني من قوات الأمن مع القتلى الأميركيين السبعة.‏

وإذا ثبت أن جندياً من الجيش الأفغاني قام بالتفجير الانتحاري، فإن هذا الهجوم سيكون الهجوم الثاني خلال ثلاثة أيام ينفذه جندي أفغاني ضد القوات الأجنبية وقد زادت سلسلة الهجمات التي استهدفت القوات الأجنبية الشكوك حول الخطط الغربية الهادفة إلى دعم الجيش والشرطة الأفغانيين وتأهيلهما في حالة تسلمها المسؤولية الأمنية بعد مغادرة القوات الغربية إلى أوطانها، وبما أن أوباما أرسل 30 ألف جندي إلى أفغانستان للقتال هناك فقد تعهد في الوقت نفسه بخفض عدد قواته بحلول 2011.‏

وحسب أحد المسؤولين في الجيش الأفغاني، فقد وعد أوباما بتخصيص حوالي 16 مليار دولار لتدريب القوات البرية والطيران الأفغاني، وفي الوقت الذي اعترف فيه المسؤولون الأميركيون بمقتل الجنود السبعة والتابعين للسي آي إيه، إلا أنهم رفضوا الإشارة إلى جنسية المنفذ أو وظيفته.‏

وكانت السي آي إيه قد وسعت تواجدها في أفغانستان لتكثيف الهجمات التي تقوم بها الطائرات الأميركية ضد مقاتلي القاعدة في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، وهو الدور الذي انتقدته كثيراً جمعيات حقوق الإنسان الدولية لما تخلفه تلك الضربات الجوية من ضحايا في صفوف المدنيين، ومعروف أن طالبان تتخذ من المناطق القبلية المشتركة بين البلدين الجارين معقلاً لها وقاعدة خلفية لشن الهجمات على القوات الأجنبية.‏

وبالتوازي، فقد وقع الانفجار الآخر الذي استهدف الكنديين مخلفاً مقتل أربعة جنود وصحافية عندما تعرض موكبهم المصفح لانفجار لغم جنوب ولاية قندهار، ووفقاً لوزارة الدفاع الكندية، فقد وقع الانفجار على بعد أربعة كيلو مترات من قندهار.‏

وكانت أميركا تعهدت بزيادة عدد المدنيين العاملين في أفغانستان عندما أرسلت المئات من الخبراء الأميركيين للمساعدة في إنجاز مشروعات دعم التنمية المحلية الهادفة إلى تقويض التأثير الشعبي لحركة طالبان، لكن وكالات إغاثة أجنبية حذرت في وقت سابق من أن الانتقال إلى القواعد العسكرية، واستخدام عناصر من الجيش لتنفيذ مشروعات التنمية قد يخلط في نظر الأهالي بين المدنيين والعسكريين، وكانت الصحافية الكندية المقتولة - ميشيل لانغ - تقوم في أول مهمة إعلامية لها في أفغانستان.‏

وفي حادثة منفصلة أعلن داود أحمدي المتحدث باسم حاكم جنوب هلمند أن عدداً من المدنيين قتلوا بفعل الضربات الجوية التي تشنها الطائرات الأميركية في المنطقة، وبما أنه لم يعرف عدد القتلى في صفوف المدنيين، إلا أنه أشير إلى فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث.‏

علما أن قوات حلف شمال الأطلسي امتنعت عن الإدلاء بأي تعليق على الهجوم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية