تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حملــة «خليها خضرة» ..دورنــا فــي حمايــة البيئـــة

شباب
الأربعاء 13-1-2010م
آنا عزيز الخضر

تبرز مبادرات الشباب في أي قطاع حياتي وأي نشاط إذ يؤكدون دوماً عبر كل محاولة أنهم الأساس المحرك والموجه لأي فعالية، فهم يخلقون المبادرة ويختارون الحالة الأكثر حيوية، تلك الحالة التي تكرس مفاهيم تترجم الإمكانية الشبابية - المعجزة في الإبداع والإنجاز

لأنهم يبرهنون دوماً وعبر كل حالة جديدة أنهم الطاقة المتجددة والأكثر فعالية في حياة المجتمع، فعلى سبيل المثال تجربة فريق /الرواد/ والذي يعتمد على الشباب واقتراحاتهم ومبادراتهم أنجز أعمالاً تطوعيه مختلفة لخدمة المجتمع وفي اتجاهات اجتماعية وثقافية وبيئية كان أخر أعماله المشاركة في حملة التشجير الأخيرة /خليها خضرا/ فكان الشباب عمادها الأساسي ومنظمها ومنجزها على أرض الواقع، التقينا بمجموعة منهم تحدثوا عن تجربتهم وفائدتها وكانت البداية مع الأستاذ /وهيب السعيد/ فقال: نحن فريق اجتمعنا على حب الوطن، أرضه وآثاره وطبيعته، تطورت أنشطتنا من بيئية إلى اجتماعية وثقافية ووطنية وكان للفريق أعمال تطوعية أثناء حرب لبنان، أما آخر الأنشطة التي شاركنا بها كانت حملة /خليها خضرا/ بعد حملة ارفعوا التعب عن بردى ،ومجمل هذه الأعمال تنبه إلى أهمية الوعي البيئي ولفت أنظار الناس إلى مساوئ السلوكيات البيئية المنتشرة والتي تضر بيئتنا ، فنحن أمام مأساة بيئية نعمل نحن الشباب بكل طاقتنا للتخفيف منها ما أمكن وبأكثر من أسلوب ميداني أولاً ثم المحاولة لإصدار قوانين لسلامتها ثم لفت نظر الإعلام للتركيز على هذا الجانب وموخراً اخترنا يوم التطوع العالمي للقيام بحملة التشجير بالتعاون مع وزارة الزراعة، إذ ساعدونا كثيراً على تأمين الأرض والغراس والمعدات وغيرها ..‏

إذ تجسد من هذه الحملة تعاون مجتمعي وحكومي أنجز الكثير على أرض الواقع بالتأسيس لنواة غابة صغيرة وقد توج هذا التعاون بحضور السيدة الأولى /أسماء الأسد/ والتي نضع حضورها ومشاركتها وساماً على صدورنا لما حملته من تشجيع للحملة ومشاركاتنا السابقة فتحت أمامنا المجال للتعاون للمشاركة معها في أعمالها التطوعية مثلما حصل مع مدرسة دمشق الوطنية حيث ساهمنا في حملة التشجير التي قامت بها، أي أننا استطعنا خلق التفاعل الاجتماعي بامتياز وكل تلك الأعمال كان أساسها ومحركها الشباب وقد برهنوا على طاقة إيجابية حقيقية يمكنها أن تحقق الكثير على أرض الواقع أما الشابة /ربا جرمقاني هندسة ميكانيك/ تحدثت عن تجربتها في حملة التشجير وما كرست عندها من مفاهيم واحترام للقيم الجماعية فقالت: مشاركتي مع الفريق ومع حملة التشجير أعتبرها من أجمل وأميز التجارب التي عايشتها وقد علمتني قيماً اجتماعية تؤكد التعاون و أهمية تفضيل المصلحة العامة على الخاصة في حياة الشاب ، إنه لشيء جميل العمل ضمن مجموعة تمتلك هذه الروح الجماعية والرغبة بخلق فارق إيجابي .‏

ولا أبالغ إن قلت إن الحالة التي يعيشها الشاب أثناء ممارسته لهذه المشروعات والأعمال ضرورية لما تمتلكه من دروس اجتماعية وسلوكية وقيمة فها نحن نستثمر الوقت بشكل إيجابي يعود بالمنفعة على البيئة وجمالية البلد وتخلق الاستعداد لأي عمل مماثل في الإطار الإنساني ،وأتمنى أن تنتشر هذه الأفكار أكثر وأكثر بين أوساط الشباب لكونها تعلم كثيراً وتفيدنا من تجارب الآخرين نتيجة تنوع المجالات المهنية الأخرى التي نتعرف عليها.‏

كما شارك الشاب/علي كاسوحة/ أدب فرنسي وتحدث عن مشاركته فقال: كنت من منظمي الحملة إضافة إلى مشاركتي في أكثر من نشاط له فعاليته الاجتماعية والبيئية ونتيجة اندفاعنا ومبادرتنا كشباب تطورت أعمالنا وباتت حملاتنا ذات طموحات مختلفة وأبعاد متنوعة كما هي الحملة الأخيرة / خليها خضرا/ فهي ليست مجرد حملة تقليدية بل تمتلك طابع الاستمرارية والمتابعة والعناية بالبيئة لأننا سنراقب دوماً تلك الغاية الصغيرة ونرعاها لإنجاز ما بدأناه إذ حاولنا كفريق تنظيم طاقات الشباب وتوجيهها عن طريق تشجيع الفعل التطوعي وقد لمسنا تجاوباً مميزاً من قبل الكثيرين وقد أبدوا الاستعداد للمشاركة وخصوصاً أن الحملة قد تمت بتعاون جمعيات ومؤسسات وفئات مختلفة، قام الشباب بالتنسيق بينها للمشاركة في هذه الظاهرة التي وإن بدت بسيطة إلا أنها أنجزت الكثير بتكاتف الجهود وقدمت للمواطن وأرضه إفادة تؤكد ارتباط الشاب بأرضه ومشاركته كل حسب قدراته مترجماً انتماءه وحبه لوطنه، وهذه التجربة لم تقف فائدتها بالنسبة الشباب عند الفعل الآني بل منحته مفاهيم وآفاقاً جديدة في تفكيره وقيمه .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية