تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نمتــــــلك الفـــــــرص..ولكــــــــن

شباب
الأربعاء 13-1-2010م
هزار عبود

بالإضافة إلى القيمة الثقافية والجمالية التي تعطيها الموهبة الفنية للشاب عندما يتفوق في مجال ما.

إلا أنها أيضاً يمكن أن تكون مصدر دخل وهذا ما وجدته عند الفنانة هبة العقاد التي استطاعت أن تشق طريقاً خاصاً بها وتجد لنفسها مكاناً في ساحة الفن التشكيلي.‏

حيث تناولت في حديثي معها شجون الشباب في هذا المجال، هل يجدون الفرصة المناسبة ويتلقون الدعم الملائم؟ وإلى أين وصل حضورهم؟ بالإضافة إلى الإضاءة على تجربتها:‏

لو أردنا تعريف جيلنا بهبة العقاد كفنانة كيف تصفين نفسك بكلمات؟‏

أنا إنسانة عشقت الفن منذ الصغر فاللوحة والفن هما مشروع حياتي ولقد دعمت ذلك بدراسة أكاديمية في كلية الفنون الجميلة وكانت مهمة جداً حيث جعلتني أعرف كيف أنظر للفن وأحصل على تجربة خاصة بي، وأهم المحطات بالنسبة لها: المعرض السنوي المصنف إلى معرض ربيع وخريف حيث كانت أول مشاركة لي في عام 2005 ضمن الاحتفالية السنوية للفنانين التشكيليين وهي فرصة هامة التقيت من خلالها مع فنانين مهمين قدموا دعماً مهماً لي.‏

- ما سبب اتجاهك للفن التشكيلي رغم أنه اقتصر على نخبة من الرواد؟‏

- - مشكلة النخبوية ليس لها علاقة فقط بالفن التشكيلي هي مشكلة لها علاقة بالمسرح، السينما، ولها علاقة بالانتقاء بحد ذاته.‏

فمجالنا كغيره من المجالات هناك أشخاص يبحثون عن الأشياء النخبوية والفن الحقيقي وآخرون لا يعنيهم الموضوع، فهذا الأمر يعود إلى كل شخص وثقافته.‏

فنانو اليوم يمتلكون الفرص‏

وعن الفرص المتاحة الآن لهم كفنانين شباب تقول لنا: - أرى أنه توجد أمور كثيرة متاحة لنا كشباب بعكس الجيل الذي سبقنا فإنه لم يمتلك الفرص الكافية سواء من حيث توفر الكتب المتخصصة حيث كانت أقل وفرص وصول هذا الفن ضعيفة.‏

بينما الآن أصبح هناك الكثير من الوسائل كالانترنت وصالات العرض فهناك فرص مهمة للفن التشكيلي وخاصة في مجالي بمعنى أن اللوحة تأخذ حقها.‏

كما نوهت إلى الدعم الموجود من خلال الانفتاح الكبير المتوفر على صعيد الصورة عبر الانترنت أو الإعلام بشتى مجالاته من تلفزيون وصحف ومجلات، فهناك متابعة دائمة لما يحدث في الفن التشكيلي.‏

- ما الهدف الذي ترغبين بتحقيقه في مجالك؟‏

- - إنني أرى أنه في الفن لا يمكن أن تحدد نقطة للوصول إليها.‏

فالهدف الأهم هنا هو المثابرة على العمل وحماية اللوحة بمعنى ألا تكون مكررة، فأنا أبحث دائماً عن التجدد وأن تحمل الفكر فاللوحة مشروع ثقافي وليس ترفيهياً.‏

- لاحظت أن المرأة تأخذ حيزاً واسعاً في لوحاتك ما السبب؟‏

- - لأنني أنثى فالموضوع الذي أعمل عليه يرتبط بتفاعلي مع محيطي وأرغب بعكسه عبر لوحتي.‏

العقاد: الفن يعطي مالاً‏

خلال حديثنا تناولنا الصورة السائدة عن الفنان الشاب الذي لا يستطيع أن يصنع منه مالاً ليعيش تقول لنا:‏

- - من خلال تجربتي الشخصية أستطيع أن أقول لك إنني ومنذ ثلاثة سنوات ونصف أعيش من لوحتي لأن التسويق موجود والعمل الجيد يسوق نفسه إنما الأهم الحفاظ على السوية والأصالة بالعمل لكي لاتصبح مجرد سلعة.‏

- إذاً هل الفن بالنسبة لك هواية أم حرفة؟‏

- -تجيبني وبحزم إنه مشروع حياتي فلا يمكن أن يكون هواية لأني سأعطيه عندها جزءاً من وقتي وأنصرف لأشياء أخرى وإذا قلنا إنه حرفة فسيتجرد من الإبداع.‏

- كيف ترين الحركة التشكيلية الشبابية اليوم؟‏

- - هناك طاقات مهمة فسورية بلدهم في مجال الفن التشكيلي وعلى صعيد الشباب هناك تجارب كثيرة وأعداد كبيرة من الفنانين ولكن التجارب الحقيقية معدودة.‏

غياب الدعم للمشاريع الفنية الشابة‏

بالنسبة لمعاناة الفنانين التشكيليين الشباب اليوم تحدثنا هبة:‏

هناك معاناة كبيرة وهي عدم وجود جهات تدعم المشاريع الفنية للمواهب والطاقات الشابة التي قد تمتلك الكثير ولا يوجد من يساعدها.‏

- كيف ترين إقبال الشباب على المعارض الفنية؟‏

- - من خلال متابعتي للمعارض والافتتاحات أرى الوجوه مكررة فهناك رواد محددون للمعارض الفنية فليس لدينا مرتادون من شباب جامعيين وأستطيع أن أقول لك أيضاً:‏

حتى طلاب كلية الفنون الجميلة يتخرجون دون أن يعرفوا صالة العرض أين هي.‏

فالمسألة فردية وكثير من الشباب الآن يسمعون عن مقهى معين يمكنهم أن يترددوا عليه دون التفكير بارتياد معرض أو مسرح.‏

- وبرأيك ما السبيل لجذبهم لهذا النوع من الفن؟‏

- - يمكن أن نبدأ من الطفولة أي أن نجعل حصة الرسم لها قيمة ونعمل على تقديم ثقافة فنية ضمن المناهج.‏

حماية سوية الثقافة مهمة جداً‏

- ما الدور الذي تقدمه وزارة الثقافة لدعمكم كفنانين شباب؟‏

- - للأسف لا يوجد دعم من وزارة الثقافة فنجد فرصاً كثيرة من قطاعات خاصة مختلفة وكأن القطاع العام غير معني بتوفير فرص لنا كفنانين شباب.‏

وبرأيي إن وزارة الثقافة يجب أن تقوم بدعم مشاريع حقيقية وأن تقوم بمهمتها الأساسية وهي حماية سوية الثقافة وهذا مهم جداً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية