تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عشماوي والحياة في غرفة الإعدام

فضائيات
الأربعاء 13-1-2010م
هفاف ميهوب

نراه في الأفلام فيثير فينا الرعب لنتساءل:ياترى كم من الجلادة وموت الأحاسيس يمتلك هذا الرجل ليقوم بما يتطلب منه أن يكون رجلا من جليد،انه (حسين قرني)أو عشماوي الذي لايخطر ببال

أي مشاهد أن تقوم باستقطابه أي من الفضائيات المشغولة بما سطع وسحب من فنانين ومطربين يكون الحوار معه على سبيل المصادفة أو الرغبة في التميز باعتباره صاحب أبشع مهنة في العالم،بل الرجل الذي ترتعد أمامه مفاصل أعتى المجرمين،لتنهار في اللحظة التي يقودهم فيها إلى حبل المشنقة.‏

يبدو أن مفاصل(رولا خرسا)لم ترتعد فهاهي تواجهه على قناة الحياة ومن خلال برنامجها الناس والحياة الذي قررت أن تذهب به إليه،لتدير ومن غرفة الإعدام حوارها معه علها ورغم أحاسيسها المغلوبة على فزعها تستطيع أن تقدم للمشاهد،ماأرادته صورة طبق الرعب.‏

لاشك أن من شاهد البرنامج سيشعر أن هذا الرجل اعتاد على الفعل لا القول لنراه وعندما فتح أمامه مجال الفضاء يبدأ بالاسترسال دون أن يدع مجالا لمقاطعته.‏

يتلقى الحكم من مأمور السجن وقبل أربع وعشرين ساعة يبقى طي الكتمان رحمة بالمحكوم ومنعا للفوضى،أما أكثر محافظة تنفذ فيها هكذا أحكام،فهي القاهرة لتبقى الأمنية الأخيرة التي تنفذ ضمن المعقول فيما يطلب المحكوم ليتابع بأنها أول من دخل الغرفة دون حكم...قال هذا لتسارع بمقاطعته متمنية أن تكون الأخيرة،ذلك أن تفاصيل ماروى عن عمله وبدءا بتجهيز الحبل وتعليق المحكوم ،وتكتيفه وسواها من تفاصيل جعلتها تشعر بأنها أقدمت على مغامرة وفي مكان لم يعد بإمكانها أن تغدر الموت فيه إلا بعد انتهاء مهمتها.‏

ولكي لاتبدو مهزومة تمالكت أحاسيسها لتستمع إلى الكثير مما يتوق لقوله،وتتوق للاستفسار عنه،ما أكد جدارتها بأن تكون محاورة من الدرجة القادرة على الإلمام بشتى جوانب موضوعها،وصولا إلى تخطي الموقف،ذاك الذي لم ينته في جزء من ثانية وهو الوقت الذي تتم خلاله عملية الإعدام.‏

أخيرا يكفي أن الحلقة عكست لنا،مقدار بشاعة هكذا مهنة لتكون مميزة بقدرتها على استقطاب الفزع الذي لا أحد يعرف كيف استطاع أن يمتهنه هذا الرجل ولمدة عشرين عاما كتم خلالها الكثير من الأنفاس!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية