تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أصبح الموت صناعة

فضائيات
الأربعاء 13-1-2010م
غسان يوسف

على الرغم من أن القائمين على إعداد برنامج  «صناعة الموت»، الذي يبث على قناة «العربية» يقولون إن الهدف منه هو «صناعة الحياة » عبر محاولة رصد وفهم طريقة تفكير الحركات المتشددة،

إلا أن ما يعرض في هذا البرنامج يضر المشاهد أكثر ما ينفعه لأن مشاهد العنف التي يعرضها وتبث عبر الفضاء تبين عن قصد أو غير قصد كم هو حجم الإرهاب المعشش في نفس الإنسان العربي وعقله. فالبرنامج لا يركز على إرهاب الولايات المتحدة وإسرائيل في العراق وفلسطين وإنما يختار أسوأ الجرائم التي ينفذها بعض الإرهابيين ضد أناس أبرياء ويقوم بعرضها فيكون كمن يساهم في تسويق ما يجب أن يحارب في الخفاء لأنه في الأصل أمر غير طبيعي ! لا بل إنه في أحيان كثيرة يسوق لإنجازات أمريكا في مكافحة الإرهاب مدعيا المهنية الإعلامية ومتخذا دور (العراب ) الذي يساهم في إنقاذ سمعة قوات الاحتلال ما يشكل ضربة لكل تضحيات الشهداء والمناضلين !‏

من خلال متابعتي لبعض حلقات هذا البرنامج وجدت أنه برنامج وللأسف الشديد يعمل على حرف الرأي العام عن سبب المشكلة الحقيقي ألا وهو الاحتلال مع إخفاء الكثير من صور الحقيقة التي يجب عرضها وتسليط الضوء عليها .‏

ربما قد تكون هذه مهمة القنوات الموجهة إلى العرب من الخارج أما أن تكون مهمة قنوات عربية فهذا أمر غير طبيعي في إعلامنا العربي !‏

فعلى سبيل المثال يتم في إحدى الحلقات عرض صورة لعدد من مجموعة إرهابية يرتدون أقنعة سوداء يحملون السيوف ويهوون على عنق شخص قبل أن يجهز عليه بعض المسلحين ويحزون عنقه بالسكاكين. فهل هذه المناظر تستحق أن تعرض !‏

والسؤال كيف تم الحصول على مثل هذه الصور حتى لا نقول إنها قد تكون مفبركة أو مزيفة ؟!‏

معا نصنع الحياة... وهي آخر عبارة تختتم بها مقدمة برنامج (صناعة الموت) فهل ما يعرض في هذا البرنامج يساعد على صناعة الحياة ؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية