تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الملاحة في.. الأزل

لبنان
معاً على الطريق
الأربعاء13-1-2010
نبيه البرجي

ربما آن الأوان لهذه القيلولة الوجدانية: العلاقات بين لبنان وسورية بخير. لاتوتر، ولا تشنج ، ولا صراخ . ماتسمعونه الآن ،

بين الفينة والأخرى ، هو حشرجة ورثة القناصل ، بل و..سراويل القناصل!‏

اذاً ، عودة الى الطفولة وإن قال ياسوناري كاواباتا إن اللجوء الى الذكريات غباء لأن اصابعنا لم تعد تتحمل حتىالرماد ياصاحبنا الياباني إن اصابعنا هنا لاتزال على خاصرة الجمر.‏

كان نصف عيوننا في لبنان ونصف عيوننا في سورية . وكان القطار ينقلنا الى محطة الحجاز التي كنا نتأمل بدهشة المتصوفين القدامى بجدرانها ، وسقوفها ، وثرياتها وكنا نبدو كما لو أننا مسافرو الأزل. ألم يكن القلب في تلك الايام يتقن الملاحة في .. الأزل؟‏

ها إننا عند بوابة سوق الحميدية ، بل أننا عند بوابة الدنيا. آتون من ضفاف العصافير والنرجس ، وذاهبون الى ضفاف القناديل والياسمين..‏

بداية السوق بداية الزمن ، آخر السوق ، آخر الزمن .وكنا في باحة الجامع الاموي نستعيد صهيل آبائنا بين قرطبة وطشقند . أمام ضريح صلاح الدين، كانت وجوهنا تزدهي . ها إنه بيننا قبل أن نقدم اعتذاراً شديد اللهجة الى ريكاردوس قلب الأسد، وقبل أن يبعث عنترة بن شداد بشاربيه- مع اطيب التمنيات - هدية الى كوندوليزا رايس..‏

بعيدا عن الراحتين (راحة اليأس وراحة الموت) راحة البال. مبتهجون ؟ أجل ، وكلنا امتلاء بالذهاب الى أزمنة جميلة، رغم كل ذلك الظلام العربي ، بعدما تهاوى اللاعبون ، والمهرجون ، والاهم بعدما عقدنا العزم على أن تبقى أخطاء الماضي في الماضي . البلدان بحاجة للعودة الى ثقافة الاهل ، وثقافة البيت الذي بمنازل كثيرة . أيضاً ثقافة الشفافية، وحيث الرؤية على تماس مع منطق الحياة. ألم تتصدع فينا الحياة تلو الحياة؟‏

لاندعي أن طريقنا الوردي لن تشوبه شائبة ، ثمة من يتربص، وثمة من يحمل البربرية علىظهره ويتجول بها بين العرب . لكنها لحظة وجدانية ، ونقول فيها إننا تعلمنا الكثير ، لتبقى أمثولة القلب ، وقلنا أمثولة الاهل ، هي الرهان..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية