تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


دبلوماسـية «أيـالــون» ؟!

صفحة أولى
الأربعاء 13-1-2010م
الافتتاحية بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

وصفت الصحف الإسرائيلية السلوك المشين لـ «داني أيالون» نائب «ليبرمان» تجاه السفير التركي في تل أبيب بأنه استهدف «إذلال» السفير أمام كاميرات التلفزيون! كما استخدمت عبارة «توبيخ» في توصيف هدف استدعاء السفير التركي.

تحتج الحكومة الإسرائيلية على مسلسل تلفزيوني تركي يعرض للعدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين، وطبعاً لا أحد يحتج على المسلسل غير التلفزيوني الذي تصنعه، ويراه كل العالم.‏

وأيضاً ترد بهذا الأسلوب اللادبلوماسي، اللاأخلاقي على ما قاله السيد رجب طيب أردوغان في مؤتمره الصحفي مع رئيس الوزراء اللبناني.‏

يتوزع كلام السيد أردوغان على ثلاثة محاور:‏

1- إن إسرائيل ترفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وإنها رفضت أكثر من مئة قرار.‏

2- يقتضي ذلك إصلاح بنية الأمم المتحدة لإيجاد صيغة ما, توصل دائماً إلى تنفيذ قراراتها.‏

3- إن شعور القوة واختفاء الردع يشجع إسرائيل على تجاوزاتها في غزة ولبنان وغيرهما.. مدعومة بالسلاح النووي الذي لا يسأل أحد عنه؟.‏

بماذا تجيب إسرائيل عن هذا الكلام السياسي الدبلوماسي الذي ينطلق من خلفية البحث عن السلام, وتنفيذ قرارات المجتمع الدولي، وعدم السماح بوضع استثنائي لأي دولة، سواء ما يتعلق بالسلاح النووي أم غيره؟.‏

مبدئياً ترد بـ «إذلال» و«توبيخ»، إنها مشاعر العنصرية التي لم يخفها داني أيالون في تعاليه على السفير وعلى الشعب التركي، وبكل عنجهية أكد أنه يجب أن يجلس على كرسي أعلى من كرسي السفير التركي!!.‏

من جانب آخر وبما لا يتناقض مع توصيف ما جرى بأنه موقف عنصري.. هو أيضاً موقف من السلام.. أردوغان تحدث عن السلام في المنطقة.. وعن الرفض الإسرائيلي وعن تهديد السلام الإقليمي والعالمي.‏

يتابع أيالون:‏

«إن اختيار تركيا كوسيط في المفاوضات غير المباشرة مع سورية كان خطأ»‏

هنا يكمن عامل لا يمكن تجاهله في توتر المواقف الإسرائيلية من تركيا.‏

لقد استطاعت تركيا وبإدارة ناجحة للمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل أن تقطع بسرعة خطوات مهمة اقتربت من صلاحيتها لتكون أساساً لمفاوضات مباشرة.. وهو ما ترفضه حكومة نتنياهو كلياً، وبشكل خاص وزارة الخارجية التي يقودها العنصريان اليمينيان ليبرمان وأيالون..‏

يضيف أيالون للإذاعة الإسرائيلية:‏

«إن توبيخ السفير التركي تقرر بعد الاستئناس برأي كبار الجهات المهنية في الوزارة».‏

يعني تماماً ليس بالمزاج الشخصي لأيالون، رفض مصافحة السفير التركي!! ولم تحضر كاميرات التلفزيون لنقل ما يجري مصادفة.. ولم يغب العلم التركي وتوضع كرسي منخفضة للسفير عن جهالة، بل هي عملية متفق عليها ومخطط لها.‏

هذه الوقاحة تخالف كل الأعراف الدبلوماسية في العالم وعبر التاريخ.. وتسيء لحصانات السفراء المعترف بها مهما بلغت درجة الاختلاف والعداء.‏

نحن في العصر الحديث.. أمم متحدة والعالم قرية صغيرة.. والبحث عن نواظم تزيد من التعاضد، والاحتكام للقانون الدولي.. يقدم هذا العنصري على الإساءة لسفير دولة كبيرة مهمة ذات سمعة دولية ممتازة.‏

ماذا يمكن أن يسمى ذلك؟!‏

لا نريد أن نضيف إثباتات على سلوك إسرائيل العنصري الإرهابي المخالف لكل الشرائع والقوانين.. إنما نريد أن نستنتج أن أيالون قدم لتركيا المكافأة التي يراها منطقه العنصري الرافض للسلام على جهودها من أجل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. a-abboud@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية