تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الكيمياء الحيوية للوقوع في الحب آلان وبربارة بيز

ملحق ثقافي
الثلاثاء 3 /1/2006
ترجمة غزوان زركلي

عندما يلتقي المرء بشريك (أو بشريكة) أحلامه، تتسارع ضربات قلبه ويتعرق كفاه ويرتعش جسمه ويشعر بشيء يغلي في أحشائه.

وعندما يذهبان معاً لتناول الطعام خارج المنزل يشعران بأنهما في سابع سماء، ثم تأتي القبلة العجائبية التي تجعل النفوس تلين كما الزبدة تحت أشعة الشمس. وفي الأيام التالية لا يشعران بحاجتهما لطعام كثيراً وفي الوقت نفسه تكون أجسامهما صحيحة كما لم تكن أبداً من قبل.ويدهشان من الزوال السحري لنزلة البرد التي أصيبا بها. وقد أظهرت الأبحاث على الجملة العصبية أن ظاهرة «الوقوع في الحب» هي عبارة عن مجموعة من التفاعلات الكيمياوية التي تحصل في الدماغ ،والتي تحدث بدورها ردود أفعال نفسية وجسدية. إن شبكة الاتصالات في الدماغ تتألف من مليارات من النورنات التي تفرز مايسمى بالبيبتيدات العصبية،وهي عبارة عن سلاسل من الحموض الأمينية الموزعة على كامل الجسم، تذهب لترتبط بمستقبلات مخصصة لها موجودة في الجملة العصبية، وهي التي تؤدي بدورها لظهور ردود الأفعال العاطفية، وقد اكتشف من هذه السلاسل الأمينية حتى الآن ستون نوعاً. هذه النتائج توصل إليها فريق العمل الطبي التابع للمعهد القومي للصحة في الولايات المتحدة باشراف «كانديس بيرت cadice». وبكلمة أخرى،إن جميع أحاسيسنا من حب وهم وسعادة ما هي إلا مجموعة من التفاعلات الكيمياوية الحيوية. ونذكر هنا العالم البريطاني «فرنسي كريك crick francis» الذي حصل مع زملائه على جائزة نوبل للطب، لقاء فكه لشيفرة الحمض الريبي النووي DNA المرتبطة بالمورثات. وقد أذهل العالم بمقولته «أنتم مع جميع ماتشعرون به من حزن وسعادة، تذكر وطموح، إرادة وحب حصيلة لمجموعة من تفاعلات الخلايا العصبية،التي تعمل إما بالتآزر بعضها مع بعض أو ضد بعضها بعضاً». إن المادة الكيمياوية المسؤولة بالأساس عن المشاعر الجسدية (غير الجنسية) المرتبطة بالوقوع في الحب تدعى PEAفنيل ايتيلامين phenylethylamine وهي مادةشبيهة بالأمفيتامين Amphetamine وموجودة كذلك في الشوكولا، تجعل القلب يخفق والأيدي تتعرق وحدقات العين تتوسع والجسم كله يرتعش. كذلك هناك مادة الأدرينالين التي تزيد في تسرع القلب وتحفز الجسم مساعدة إياه على الشعور بالنشوة. بالوقت نفسه تنتج مادة الإندورفين التي تقوي مناعة الجسم وتساعده على مقاومة نزلات البرد. وعندما تتحد الشفاه يقوم الدماغ بتحليل كيماوي واسع للعاب الآخر، ويستخلص نتائج فيما يخص التوافق الجيني للتزاوج، ويقوم الدماغ الأنثوي بشكل إضافي بتحديد الحالة المناعية للذكر. هذه التفاعلات الكيمياوية الايجابية تشرح لماذا يكون المحبون موفوري الصحة أكثر من غير الواقعين في الحب. فالوقوع في الحب كقاعدة مفيد للصحة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية