تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحب والوفاء

ملحق ثقافي
الثلاثاء 3 /1/2006
محمد بشير زهدي

كانت مريضة في دار ابنها في (لوس أنجيليس)، وقد مضى على وفاتها عام، ومع ذلك كان زوجها الأستاذ سمير يتخيلها باستمرار كأنها في رحلة جغرافية، أو مهمة دراسية. وكان يحبها حباً صادقاً وقوياً من أعماقه، والحب الصادق خالد لا يموت وأن ذكريات الأحباب عذبة لا يمحوها مرور الأيام.

لقد جعل بيتها كمتحف وفاء، كل ما فيه من صنع يديها، وكما تركته قبل أن تغادره للمعالجة الطبية، دون أن تدري بأنها لن تعود إليه، وأن كل ما أضيف إلى بيتها عدد من صورها الفنية رسمتها ريشة كبار الفنانين المختصين بفن الصور الشخصية.. فهو يقف أمام كل منها بخشوع وحب كمن يقف أمام إيقونة السيدة العذراء، أو كأنه في حوار عاطفي صامت معها، يتغزل بها مردداً أقواله العاطفية الجميلة والصوفية: هل تعلمين من أنت؟ أنت، كلي أنا وأنت.. وعندما يتفجر ينبوع الحزن الإنساني في أعماقه، وتنهمر الدموع من مآقيه يردد بصمت حزين وبليغ قائلاً: إذا فرق (الموت) بيننا إلى الأبد فإن (الحب) يجمع بين قلبينا إلى الأبد..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية