|
ملحق ثقافي حاشيتهم الرغباتُ المبرّأة من عُيوب الانحطاط،والطغيان.. إنّهم ملوكٌ هائلون، يزدهرون عبر الأزمنة الإنسانيه، الطالعة من حكمة البدايات والتكوُّن النبيل والخلاق. والكتاب أحد هؤلاء المزدهرين، إذ يُنبِّه فينا اهتماماتٍ معرفيةً، وحسَّ غرابةٍ من النوع الأصيل، الذي يتغلغل باتجاه حاجات النفس، ومطالبها ومعادلاتها القائم ة على طرفين أساسين هما التواصل وتأكيد حقيقة المحبه.. الفخَّار أليس ابتكار الأرض الأولى، وإلى الآن لم يزل الإنسان يلتقي مع هذا الابتكار، ويكتشف أهميته ووضوحه؟! تطورت آليات الأدوات، والوسائل وبقي الفخَّار تعبيراً أساسياً عن اكتشاف الوعي المتلاقي مع ضرورات البقاء الراقي.. الكتاب وجه تالٍ لحقيقة حضارية، تعاظم دوره وازدهر، مع ازدهار وتعاظم وعي الإنسان ومخيلته، وفعل أحلامه ورؤاه وأفكاره... ولاينهزم الكتاب وأمُّه الكتابة، بهذه السهولة التي يتصورها بعض المأخوذين-عبطاً- بأبّهة التقانات، التي هي ضروريةٌ في حالات عديده ومؤثرِّه سلباً على ذهن الإنسان وإمكانات حواسه، في أحوال أخرى... الكتاب يقتصر دوره ، على فعل خلاق يؤديه للحواس.. إضافة الى هذه الإشارة، فالكتابة فعل مرتبط ببدايات لايمكن الاستغناء عنها.. شروط الكتابة والكتاب قدمّت كلَّ المؤهلات المطلوبه واحتفظت بقيافتِها الواضحة والبسيطة، التي يمكن الإبقاءُ عليها بأقل الجهد والامكانات، بينما التقانات الأخرى مصحوبةٌ بجهد كبير، وقلق لاينتهي! هذا لايعني أننا نستغني عن الحداثة أو نطالب بالعودة إلى ماهو قديم على حساب ماهو حديث. الكتاب حاجة إنسانية ،لأنه داخل في اعتبارات الوعي والثقافه، قبل المرئي والمسموع والمرسل عبر الإميل وسواه.. وملوك آخرون كمثل الكتاب يزدهرون مع الوعي الحقيقي، غير المشلول، أو المشوّه ولايُستغنى عنهم، رغم ترويع الخراب الكبير الذي تُقدِّمه الحضارة الزائفة غير الراقيه... هؤلاء الملوك الذي نبحث عنهم لنكون من حاشيتهم هم الحبُّ والصدق، والشجاعة العالية، والإخلاص المتجاور مع المحبين، والقناعات غير الرخيصه.. ولايختلف الازدهار هذا بين التأنيث والتذكير.. إنه التوق المتجه إلى ترميم النفس المدمَّرة جراءَ عصرِ سقوط الازدهار وملوكه وممالكه.. ألا يحقُّ لنا أن نقرأ، ونصادق الكتاب وألاَّ نتخاصمَ مع الحداثه؟! واحتفالية الكتاب العربي في دمشق بكل مشاركاتها وتنوع أنشطتها تصبُّ في نهر الكتاب وهموم الكتابه.. |
|