|
ملحق ثقافي
وموسى الحمد. جاء هذا التجمع الفني (كما جاء في مقدمة معرض رؤى بلون الفرات الذي أقيم بصالة المركز الثقافي الإسباني بدمشق - كانون الثاني 2004) رداً على انتشار تيارات العولمة، والتخريب المتعمد للذائقة البصرية والجماليّة، وانسياق فئة كبيرة من الفنانين وراء هذه الظاهرة التي تهدف إلى هدم البنية التراثيّة، وطمس الهوية الثقافية للشعوب، لهذا جاء تجمع (توتول) الفني ليؤكد أصالة الانتماء لهذه الأرض، والمحافظة على التراث، مع إبراز المد الحضاري والإنساني والانطلاق من الجذور، مع التأكيد على التجديد في الطرح والتقنية ومواكبة التقدم الحضاري. و (توتول) هو اسم لمدينة الرقة القديمة يعود إلى العام 2500 قبل الميلاد، والتي كانت تقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات،
فوق تل البيعة بمنطقة المشلب حالياً، وقد ازدهرت هذه المدينة، وشهدت حضارة عريقة، وكانت ميناءً هاماً على الفرات. أقام تجمع (توتول) العديد من المعارض الجماعيّة في الرقة وحلب وحماة ودمشق، آخرها معرض (تشكيل على ضفاف الفرات) الذي أقيم في الرقة على هامش المهرجان المسرحي الزول في هذه المدينة، وشارك فيه، إلى جانب أعضاء التجمع، مجموعة كبيرة من التشكيليين السوريين. محمود غزال محمود غزال.. واحد من فناني هذا التجمع البارزين.. ولد في حلب عام 7691. درس الفن في مركز الفنون التشكيليّة في الرقة. أقام العديد من المعارض، الفرديّة، وشارك في العديد من المعارض الجماعيّة. للفنان غزال تجربة متميزة مع موضوع «الدراويش» أو «المولوية» حيث كرس لهذا الموضوع معرضاً كاملاً أقامه في أكثر مدينة سوريّة. يعتمد الفنان غزال على صيغة واقعيّة مختزلة، قوامها لون شفيف، ينساح بحرية وتلقائيّة لافتة، محددا هيكليّة العناصر والشخوص في اللوحة، ببقع لونيّة واسعة ومتداخلة، يتحاور فيها الحار مع البارد، والفاتح مع الكامد، والإشارة الصغيرة مع المساحة الكبيرة، ضمن تكوين يتوزع على الدائرة وأجزائها، أو قد يتلاشى هذا التكوين، منساحاً فوق بياض اللوحة، بحرية كبيرة، دون الافصاح عن هيكليّة محددة. لوحة محمود غزال هذه، من الشفافية والرقة والعفويّة والنقاء الصوفي، بحيث تُشكّل في النهاية، فضاءً لونياً شاعرياً، لا تنطلق فيه العين فحسب، وإنما الروح الظامئة أبداً، للانعتاق من قيوم المادة الضيقة، إلى فسحة الفن المحيي للبدن والروح. موسى الحمادة درس الفنان موسى الحمادة الفن في مركز الفنون التشكيلية بالرقة، أقام بضعة معارض فرديّة، وشارك في العديد من المعارض الجماعية، وهو واحد من مؤسسي تجمع (توتول) للفنون التشكيليّة. تتماهى لوحة الفنان الحمادة بين الواقعيّة المختزلة والانطباعيّة، لاعتماده على التبقيقع اللوني،، ولمسة الريشة الناعمة، في بنائها. وفي آحايين كثيرة، يصل بها إلى أبنية زخرفيّة تذكرنا بالبسط والسجاجيد الشعبيّة والإسلاميّةو لكثرة ما يستخدم فيها من (موتيفات) وعناصر زخرفيّة هندسيّة، ضمن تقطيعات تتنوع في أشكالها ومحمولاتها. ولوحته في الغالب، تتفادى البعد الثالث، وتنم عن حيرة في الإنتماء، فهي منحازة أحياناً، إلى التراث الشعبي والإسلامي، وأحياناً أخرى، تذهب بعيداً، في لعبة التجريب الحداثي المفتوح على احتمالات عدة. موسى الحمد الفنان موسى الحمد من مواليد الرقة عام 6691. عضو مؤسس لتجمع (توتول). درس الفن دراسة خاصة، أقام العديد من المعارض الفرديّة، وهو مشارك دائم في المعارض الجماعيّة. تنتمي لوحة الفنان الحمد إلى حداثة فنيّة تمد أكثر من جسر إلى التراث الزخرفي العربي الإسلامي، وهي لوحة غنية بأشكالها وألوانها ومحمولاتها من الرموز والإشارات. وتنم عن ثقافة صاحبها البصريّة، واطلاعه المكثف على التجارب العالمية في التصوير الحديث. أبرز خصائص تجربة الفنان الحمد، التململ الواضح فيها، ورغبة المواءمة والتوفيق، بين معطيات تراثيّة محليّة، ومعطيات التصوير العالمي المعاصر، وهي الإشكاليّة - الهم التي لا تزال تؤرق الفنانين العرب، على امتداد ساحتهم، ومنهم الفنان التشكيلي السوري المسكون بهذا الهم. |
|