|
ساخرة فكان وهو طفل إذا سمع بفرح سيقام في مكان قريب أو بعيد، يذهب ويتسلل إلى مكان الفرح، كأن يندس ضمن أفراد الفرقة الموسيقية التي ستحيي الفرح، حيث يمثل أنه يساعد أحد أفرادها بحمل آلته الموسيقية. لكن في بعض الأفراح كان أمره ينكشف، عندما يقوم المستخدمون في الفرح بإخراج الفضوليين بضربهم بالعصي، ويناله منهم نصيب. ومرة سمع فريد مطرباً يغني في أحد مقاهي شارع عماد الدين بالقاهرة واسمه (محمد العربي). فوقف الطفل الصغير يستمع إلى المطرب قرب باب المقهى. وبينما كان مستمتعاً بغناء المطرب البديع ومواويله الرائعة. وإذ بنادل المقهى يسكب عليه سطلاً من الماء. وصاح به(عاوزين تسمعوا ببلاش يا ناس يازلط). وذهب فريد إلى منزله وثيابه تقطر ماء وكان الجو بارداً، فقد كان فصل الشتاء وفي المنزل خلع الثياب المبللة، واندس على الفور في الفراش، فقد انتابته قشعريرة، ما لبثت أن تحولت إلى حمى. ولم تكن والدته تمتلك أجرة الطبيب، فذهب شقيقه واستدعى جارة للأسرة تدعى (الحكيمة). وفحصت الحكيمة فريد الذي كان جسمه يكاد أن ينصهر من شدة الحرارة، ثم قالت لأمه: - قلة الخبرة هي التي أوصلت ابنك الى ما هو عليه. ثم طلبت الحكيمة من الأم بعض نسخ من الصحف. ووضعت أوراقها فوق صدره. وطلبت من الوالدة إبقاء أوراق الصحف حتى الصباح، لأنها ستعمل على امتصاص الحرارة من جسمه. وبالفعل بدأت الحالة الصحية لفريد تتحسن بسرعة، بينما جلست والدته إلى جانبه، وهي تردد (يا سلام ع الوصفة). وكثيراً ما كان فريد الأطرش يروي هذه الحادثة في كبره، ويقول (هذه أول علاقة ربطتني بالصحافة!!). |
|