تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءة في حـدث... طلبتنا صوت الوطن..

آراء
الخميس 22-11-2012
د. اسكندر لوقا

من بين الدعائم التي يفخر بها وطننا في سياق الأزمنة العصيبة التي فرضت علينا قبل حوالي عامين هم طلبتنا الدارسون خارج الوطن.

وحين نتتبع أنشطتهم في هذا السياق في عدد من عواصم البلدان الأجنبية شرقاً وغرباً دفاعاً عن كيان الوطن حاضراً ومستقبلاً تزداد رقعة تفاؤلنا بهم وأن الغد لابد أن يحمل بوادر الخروج من هذه الأزمة وأن التضحيات التي قدمها ويقدمها هؤلاء الأبناء لن تذهب سدى.‏

وحين نتوقف عند شرائح هؤلاء الطلاب الدارسين في بلدان تفصلهم عن بلدهم الأم عشرات وآلاف الكيلومترات وهم يملؤون بحضورهم الكثيف شوارع مدن البلدان الأجنبية حيث يتلقون تعليمهم فضلاً عن مشاركة أبناء الجاليات هناك، حين نتوقف أمام الظاهرة الوطنية والقومية على حد سواء ترسخ في نفوسنا قيم العطاء لجهة ثبات الوطن بمكوناته كافة تاريخاً وأرضاً وشعباً أمام كل عائق.‏

إن طلبتنا في الخارج بدءاً من تظاهرهم لجهة رفض التآمر والتدخل الأجنبي في شؤون الوطن حتى في بعض من المدن الأميركية فضلاً عن العديد من مدن أوروبا الغربية في الأشهر القليلة الماضية وصولاً منذ أيام قليلة إلى مدن روسيا الاتحادية والسويد وهولندا هم خير خلف لخير سلف هؤلاء الذين كثيراً ما يحدثنا التاريخ المعاصر عن بطولاتهم في صد الغزوات التي تعرضت لها سورية وانتصروا عليها في نهاية المطاف كي ينعم أبناء جيل اليوم بتذوق طعم الحرية والاستقلال حتى زمن المحاولات الجارية لتدمير ما تم بناؤه على مدى عقود قبل نشوب الأزمة.‏

إن تداعيات انتصار رجال السلف على الغزاة بالأمس القريب أو القديم يبقى في كل الأحوال برهاناً ساطعاً على إرادة شعب لا يمكن أن يهزم أو أن يندحر تحت أي ظرف من الظروف يبقى على غرار الانتصار الذي حققه الآباء والأجداد في عقود ما قبل النصف الأول من القرن العشرين على خلفية طرد المستعمر الفرنسي من على أرض الوطن وقبل ذلك طرد المستعمر العثماني من على هذه الأرض المشبعة بدماء أبنائها المناضلين على مدى التاريخ.‏

طلبتنا الدارسون في الخارج هم مثل شعلة الأولمبياد تنتقل من يد إلى يد ولا تساوم على بقائها مرفوعة الهامة تضيء سير دربها وصولاً إلى غايتها أمام منتظريها لبدء الاحتفال العالمي في الشأن الرياضي الشهير هؤلاء هم الذين يضيئون درب سيرنا ونحن نتطلع إليهم عبر شاشات التلفزة أو نتتبع أخبارهم في وسائلنا المقروءة هؤلاء هم مع أقرانهم المقيمين في وطنهم الأم نبع الأمل الذي لا ينضب كما ماء الينابيع الصافية التي تتحدى الصخر في جبالنا الشامخة لتسقي الأراضي العطشى على درب جريانها نحو السهل أو البحر.‏

Iskandarlouka@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية