|
ثقافة مبيناً كيف عبر الشعراء العرب عما في نفوسهم وعن محبتهم للمرأة وكيف وظفوا لغتهم ووضعوها في خدمة هذا الغرض وذلك عبر العصور منذ الجاهلية وحتى الآن. وقال ابو ماضي: إن المرأة في العصر الجاهلي كانت المثل الأعلى في الجمال فعني الشعراء بجمالها الخارجي وتوقفوا عند محاسن الوجه والجسم ومنهم من أغرق بالوصف والغزل حد الإباحية وكان أكثرهم في ذلك (امرؤ القيس) ومنهم من رآها رصينة في مجلسها وحركاتها وخفيفة الظل في تنقلاتها مثل (الأعشى) ومنهم من ذكرها بمحبة وعفة في الحروب... وأوضح الباحث أن الشعر في العصر الإسلامي يكاد يخلو من الغزل لولا نتف جرت على ألسن بعض الشعراء المخضرمين كـ (حسان بن ثابت وكعب بن زهير) في قصيدة (بانت سعاد) و(عروة بن حزام) الذي يقول: «وإني لتغشاني لذكرك هزة لها بين جلدي والعظام دبيب». وقال (ابو ماضي): «إن شعر العصر الأموي اشتهر بالغزل ومن شعرائه (يزيد بن معاوية وجرير وقيس بن الملوح وجميل بن معمر وجميل بثينة» الذي قال: وأول ما قاد المودة بيننا بوادي بغيض يا بثين سباب فقلنا لها قولا فجاءت بمثله لكل خطاي يا بثين جواب وختم أبو ماضي محاضرته التي تأتي ضمن نشاطات المركز الثقافي العربي ببيلا بأن أهم شعراء العصر الحديث كان (نزار قباني) وسبقه (أحمد شوقي) إلا أن نزاراً كان شاعرا غزليا بلا منازع فهو يحمل قلبه بين يديه ويقدمه خبزا يوميا للعشاق يصور فيها الكثير من الجرأة التي لم يعتد عليها شعر الغزل ما أعطى للأسلوب النزاري نمطا يمتاز بالعاطفة الخالصة شعراً ونثراً ويتموج رقة وعذوبة خالعا على الكلم الدارج أجواء من العفوية الأخاذة واللحن الجميل. |
|