|
البقعة الساخنة ويسعى لتقوية نفوذه ووجوده على الأرض ، أو من يعارض قيامه أصلاً ، ويواجهه بكل الوسائل ، ويقاوم وجوده و وينذر في سبيل ذلك الغالي والنفيس مقدماً قوافل الشهداء واحدة تلو الأخرى غير عابئ بأحاديث الكذب والتضليل التي تمارسها قوى الغرب، وتنفذها أدوات هشة تعتلي عروساً فوق كثبان متحركة من الرمال . ولعل طريقة المواجهة التي ترد بها المقاومة على العدوان في غزة تعيد إلى الأذهان الطريقة التي واجهت بها المقاومة اللبنانية العدون الصهيوني ذاته في تموز 2006 عندما طاولت صواريخ المقاومة عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وأصابت أهدافاً في مستوطنات ومدن كان يعتبرها الصهاينة أماكن آمنة وعصية على الاستهداف بسلاح المقاومة . ولعل تساؤلات واجبة الحضور أهمها يبحث عن إجابة شافية عن مصدر هذه الأسلحة والصواريخ القادرة على اختراق دائرة واسعة من القبة الحديدية التي وعدت بها حكومات العدوان مستوطنيها بحمايتهم من كل الأسلحة والصواريخ ، فإذا بسلاح المقاومة يصل إلى أكثر من مدينة، وصولاً إلى إيلات الواقعة على خليج العقبة في نقطة بعيدة فتحرم أغنياء الصهاينة من الاسترخاء بعيداً عن يد صواريخ المقاومة الطويلة. ربما لا نمتلك إجابة مطلقة لمصر ، هذه الصواريخ، ولا الطريقة التي تم إيصالها من خلالها إلى غزة ، ولا الشخصيات التي وقفت خلف تدريب المقاومين الفلسطينيين، لكن ثمة إشارات واضحة تؤكد أن المخلصين في موقفهم الممانع والمقاوم ما زالوا عند موقفهم، ولاينظرون إلى المواقف السياسية التي يتخذها بعض قادة التنظيمات المقاومة - وأعني حماس تحديداً - ذلك أن سورية كانت في جانب فلسطين كلها، وإلى جانب حقوق شعبها بأكمله ولا يمكن لا أن تتخلى عن ذلك الموقف ، ففلسطين قضية العرب الأساسية ، وهي المحدد الأساس ، والبوصلة الرئيسية التي توجه وتحدد المواقف والمسارات ، أما من يسقط ممن جلس ساحة المقاومة يوماً ، فإن الوقائع وحدها تظهر أنه كان مدعياً، وأما المحافظون على مواقفهم فلا يلتفتون أبداً للمصالح الآنية والشخصية. |
|