|
شؤون سياسية وعندما وجد من العرب من يمتلك الإرادة الصادقة ويستطيع صدّ عدوانية هذا الكيان الغاصب وإيقافه عند حد معين ، قامت قيامة الأعراب الوكلاء المحليين للصهيونية العالمية ، الذين باع أجدادهم فلسطين العربية بعد أن بصموا كالعميان على خارطة سايكس – بيكو المشؤومة ، لا ننسى هنا ما قاله ملك السعودية في حرب تموز على لبنان عندما كانت آلة الحرب الصهيونية تُدمر المنازل اللبنانية على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ وتضرب البنية التحتية ، حيث قال صراحة : « نود أن نُعلن بوضوح أنه لا بدّ من التفريق بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة .. الوقت قد حان لأن تتحمل هذه العناصر وحدها المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات غير المسؤولة ، وأن يقع عليها وحدها عبء إنهاء الأزمة التي أوجدتها« هذا هو الموقف الذي كانت تقوله وتلتزم به المملكة وشركاؤها من وكلاء النفط في الخليج العربي سراً ومن خلف الكواليس في كل حرب عربية مع الكيان الصهيوني ، وهنا تجردت هذه الهياكل الهزيلة ممن تدعي إنها قيادات عربية من حيائها وظهرت على حقيقتها منذ حرب تموز 2006 وما بعد وأعلنت دورها وموقفها إلى جانب الكيان الصهيوني دون أدنى خجل ، لكن المفاجأة القاتلة لهم ولأسيادهم الصهاينة عندما كانت نتيجة هذه الحرب انتصاراً إلهياً مذهلاً ، استطاع خلالها مجموعة من العناصر المقاومة إلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي الذي يُعول عليه الأعراب في القضاء على ظاهرة المقاومة من التاريخ العربي ! والآن غزة تنزف على مذبح الكيان الغاصب أمام أعين العرب والمسلمين الذين تسارعوا لعقد الاجتماعات من أجل ضرب وحدة سورية وقوتها التي تُشكل عامل الردع الاستراتيجي للعدو الصهيوني ، فماذا تنتظر غزة الجريحة من شيوخ النفط القذر أكثر مما رأيناه منهم في حروب إسرائيل السابقة على دول المواجهة ، لكن الزمن سيخذلهم كذلك هذه المرة كما في كل مرة وسيفاجؤون بقدرة المقاومة الفلسطينية الصامدة في غزة التي ستلقن جيش الاحتلال درساً جديداً أشد بأساً مما واجهه سابقاً ، والغزاويون لا يُعلقون كثيرا من الآمال على العرب لأن اجتماع مؤسستهم الكرتونية المستولى عليها من قطر والسعودية لن يكون إلا لتبرير العدوان الإسرائيلي وإعطاء تأشيرة دخول عربية لاستمرار قصف غزة التي حاصرها العرب أنفسهم لأكثر من عشر سنين متواصلة ، وللأسف لم تكتمل فرحة قادة غزة بفوز الاخوان المسلمين في مصر وبعض الدول الأخرى الذين تبين بأنهم أشد انبطاحاً أمام حكومة الكيان الصهيوني والمشروع الأمريكي من حكومة مبارك الساقطة ، حيث زادوا في حصارهم لغزة تدمير الأنفاق التي كان يتنفس من خلالها أهل غزة المحاصرين ، لمنع وصول حتى الأدوية إلى شعب غزة الأعزل . على الرغم من الألم والأسى الذي تعيشه سورية وشعبها ليس جراء مشاركة الأعراب في المؤامرة على سورية فحسب ، بل وتحمل أعباء هذه الحرب العدوانية التي يقوم بها أدوات أمريكا والكيان الصهيوني من إرهابيي القاعدة والإخوان المسلمين في أكثر من ثلاث عشرة دولة تدعي العروبة والإسلام لتدمير سورية وإنهاكها والحد من دورها الداعم للمقاومات العربية في لبنان وفلسطين ، وهي التي تقف بقوة في وجه المشروع الصهيوني - الأمريكي المعد لاستعمار المنطقة من جديد بعد إعادة تقسيمها وإعادة هيكلتها ، وإن ما تقوم به كل من السعودية وقطر من فبركة وتجميع لبعض الشخصيات السورية العميلة للغرب تحت مسمى «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية » التي لا تربطها بسورية أي روابط وطنية سوى جنسية مشكوك فيها ، و هي تسعى من خلال استجداء أسيادها في الغرب لإعادة استعمار سورية وتقسيمها وفق أجندة قديمة مجددة ، مُتجاهلين بأن سورية الأمس ليست كسورية اليوم ، وإن القرارات الصادرة خارج سورية تبقى من دون أي معنى إذا لم تقبلها دمشق وحكومتها الوطنية التي تُمثل الشعب السوري بأطيافه المتعددة ، وسيجد هؤلاء الطامحون إلى السلطة ولو على الدبابة الفرنسية أو البريطانية بأنهم يحلمون أحلام اليقظة التي لا تُجدي نفعاً . سورية التي تجاوزت الكثير من المحن في السابق وبقيت صامدة وقوية ، لن يُثنيها مجموعة من الخونة والمتآمرين والغيورين المأجورين الذين باعوا أنفسهم للأجنبي، عن دورها في دعم المقاومات العربية ضدّ الكيان الصهيوني ، وهي القادرة بقوة جيشها الباسل وإرادة شعبها ووعيه على تحديد شكل ونوع النظام الذي تُريده ، وقد حسم الشعب السوري أمره وأخذ قراره المستقبلي عندما ملأ الشوارع والساحات لمبايعة القائد بشار الأسد رئيساً وقائداً لمشروع الإصلاح الوطني الكبير الذي سينقل سورية إلى سورية الجديدة التي يُريدها ويسعى إليها السوريون بكل فئاتهم . |
|