تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بعد أن تدخّل وبدأت الليرة بالانتعاش .. «المركــزي» يعيـــد التفـــاؤل بالتصـــدّي لســـعر الصــــرف

الثورة
مصارف
الخميس 22-11-2012
علي محمود جديد

استهلَّ مصرف سورية المركزي تقريره الاقتصادي الأسبوعي الممتد من الثالث وحتى التاسع من شهر تشرين الثاني الجاري، بالحديث – وعلى غير العادة – عن الشركة السورية الفنزويلية لتعبئة زيت الزيتون، مشيراً في هذا الصدد

إلى استكمال إجراءات تأسيس هذه الشركة مستنداً في ذلك إلى ما صرّحت به إدارة المؤسسة العامة للصناعات الغذائية بشأن المراحل التي وصل إليها مشروع تأسيس الشركة السورية الفنزويلية لتكرير وفلترة وتعبئة وتسويق زيت الزيتون، من أنه قد تم تسجيل الشركة لدى هيئة الاستثمار السورية بعد موافقة وتصديق رئاسة مجلس الوزراء واللجنة الاقتصادية كما تم تسجيلها في وزارة الاقتصاد وفتح حساب خاص للشركة وإقرار النظام الداخلي والمالي ودراسة الجدوى الاقتصادية ودفتر الشروط الفنية للآلات، كما أشارت ( الغذائية ) إلى أنها قامت بطلب استكمال الاعتماد المخصص للمشروع الذي يشكل نصف حصتها في رأس المال، غير أن التقرير نوّه إلى أنَّ الجانب الفنزويلي لم يقم حتى الآن بتحويل حصته في رأس المال.‏

أخطاء شائعة‏

بعد هذا الحديث المُبشّر بالخير أقلع مُحرّك التقرير بالحديث عن متابعات مصرف سورية المركزي المعتادة لسعر صرف الليرة مقابل العملات الرئيسية، مشيراً إلى أنَّ الدولار الأمريكي افتتح تداولاته في ذلك الأسبوع تجاه الليرة عند مستوى 69.98 ليرة وأنهاها عند مستوى 70.38 مسجلاً ارتفاعًا قدره 40 قرشاً (بمعدل 0.57 %) ، كما افتتح اليورو تداولاته الأسبوعية تجاه الليرة عند مستوى 89.87 ليرة وأنهاها عند مستوى 89.84 ليرة مسجلا انخفاضا قدره 3 قروش (بمعدل 0.03 %)‏

وفي هذا التقرير عاد مصرف سورية المركزي ( مع الاحتفاظ بنفس الأخطاء التي أشرنا إلى ضرورة تعديلها في الأسبوع الماضي ) للتأكيد من جديد بأنه كان قد عمد منذ بداية شهر أيلول الماضي ( وهو يقصد أيلول قبل الماضي أي في عام 2011 ) إلى تحريك سعر صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية بما يتناسب مع تحركات أسعار صرف العملات العالمية المكونة لوحدة حقوق السحب الخاصة، والتي تم ربط الليرة بها منذ مطلع 2007 وبشكل يعكس حركة العرض والطلب المحلي على العملات الأجنبية، ويأتي قرار المصرف المركزي عقب العقوبات الأمريكية الأخيرة التي أدت – حسب التقرير – إلى شل حركة التحويلات بالدولار الأمريكي ولجوء سورية إلى الاستعاضة عن الدولار الأمريكي بالعملات الأخرى.‏

تلبية احتياجات السوق‏

ويقول التقرير من جديد بأن مصرف سورية المركزي قد قام بإدراج عملة اليوان بنشرة أسعار العملات اليومية الصادرة عن المصرف منتصف أيلول الماضي لتسهيل التعاملات التجارية نظرًا للتوجه نحو دول الشرق وفي مقدمتها الصين، واستمر مصرف سورية المركزي باتخاذ خطوات جديدة تتماشى مع احتياجات السوق المحلية، حيث عمد بالسماح للمصارف وشركات الصرافة بإصدار نشرات خاصة بهم ضمن هامش 1% بين سعري الشراء والبيع مع استمرار رقابته على هذه النشرات بناء على قرار رئاسة مجلس الوزراء بهذا الشأن وذلك حتى تتمكن السوق المحلية من استعادة عافيتها حسب قوانين قوى العرض والطلب.‏

تدخل مباشر‏

وأشار التقرير – وصار حديثه اليوم بهذا المنحى مقنعاً بالفعل – إلى أنَّ مصرف سورية المركزي قد عمد إلى التدخل المباشر بائعاً وشارياً للقطع الأجنبي مع المصارف ومؤسسات الصرافة وفق سعر التدخل الذي يتم تحديده بعد الاطلاع على السعر الرائج في السوق وحركة العرض والطلب في اليوم السابق وبحيث يشكل السعر سعراً مرجعياً للمصارف ومؤسسات الصرافة لوضع نشرات سعر الصرف الخاصة بها، ما أسهم بصورة فعالة في استقرار السوق المحلية وعودة سعر الصرف إلى الانخفاض بشكل تدريجي ومدروس، ومن الجدير ذكره أن تدخل مصرف سورية المركزي في السوق مستمر لإبقاء سعر الصرف عند مستويات توازنية عادلة، وكنّا في الأسبوع الماضي قد علّقنا باعتراض واضح على مثل هذا الكلام إزاء انخفاضاتٍ متتابعة وبإيقاع سريع لسعر الليرة دون أن نلمس تحركاً للمركزي، ولكننا في هذا الأسبوع نسحب هذا الاعتراض وبكل محبة بعد أن اعتزم المركزي التدخل وبدأت الليرة بمشوار استعادة عافيتها.‏

تحسن في تعاملات اليورو‏

ويشير التقرير إلى أنَّ تحليل مراكز القطع الأجنبي للمصارف المرخصة أظهر انخفاضاً في نسبة المراكز المدينة بالدولار الأمريكي إلى إجمالي المراكز المدينة بالعملات الأجنبية إلى مستوى 80.87 % مقارنة بـ 88.47 % للأسبوع السابق، في حين سجلت نسبة المراكز الدائنة بالدولار الأمريكي إلى إجمالي المراكز الدائنة من جميع العملات الأجنبية ارتفاعًا إلى 25.1 % مقارنة ب 17.46 % في الأسبوع السابق، وتجدر الإشارة هنا إلى تركز بقية مراكز القطع الأجنبي الدائنة لدى المصارف المحلية المرخصة بشكل رئيسي في العملات العربية.‏

هذا وتشهد السوق المحلية تحسناً ملحوظًا في تعاملات اليورو بالعمليات التجارية، حيث لوحظ ذلك من ارتفاع المراكز الدائنة باليورو لدى المصارف العاملة في السوق السورية بعد إعلان مصرف سورية المركزي وقف تعاملاته بالدولار الأمريكي والتحول نحو العملات الأخرى، حيث سجلت نسبة المراكز المدينة باليورو إلى إجمالي المراكز المدينة بالعملات الأجنبية ارتفاعاً إلى مستوى 6.7 % مقارنة ب 1.56 %، في حين سجلت نسبة المراكز الدائنة باليورو إلى إجمالي المراكز الدائنة من جميع العملات الأجنبية انخفاضاً إلى مستوى 1.54 % مقارنة ب 3,21%.‏

أخيراً‏

على كل حال يختلف الوضع كثيراً في الحقيقة بين هواجس القلق والإحباط التي داهمتنا في الأسبوع الماضي وانعكست بوضوح على مواد صفحتنا هذه ( مصارف وتأمين ) وبين الوضع المثير للارتياح والتفاؤل في هذا الأسبوع بعد أن بدأ المصرف المركزي بتحريك آلياته لمعالجة تشوّهات سعر الصرف الناجمة عن المضاربة القذرة في السوق السوداء بعد زيادة الطلب غير المبرر على الدولار ومختلف العملات الأجنبية، وقد استطاع المركزي بالفعل أن يعكس المعادلة لمجرد إعرابه عن نيته بالتدخل، وبدأت الليرة بالتحسن تدريجياً بعد المباشرة بهذا التدخل فعلياً.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية