|
حدث وتعليق والتحكم بمصير شعوبها لقاء الحفاظ على الكراسي والعروش المتهالكة، ولكن العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وشعبها كشف من جديد مدى تواطؤ تلك الأنظمة وخضوعها لإرادة السيد الأميركي وتابعه الأوروبي، لدرجة أنها لم تتجرأ على الخروج عن اسطوانة التنديد والاستنكار التي ترددها مع كل عدوان اسرائيلي جديد إلى مرحلة اتخاذ مواقف رادعة تُلزم «اسرائيل» بوقف اعتداءاتها المتكررة. فالذين نصّبوا أنفسهم ناطقين باسم الأمة وهي منهم براء، وتاجروا بدماء شعبها لا يمتلكون الإرادة الحرة للقيام بأي خطوات ملموسة تساعد الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الاسرائيلية، حتى إنهم لم يتجرؤوا للرد على الإعلان الأميركي الواضح والصريح بدعم الكيان الصهيوني في عدوانه على غزة، وهذا يجعل منهم شركاء مع أميركا و«اسرائيل» في العدوان والجرائم المرتكبة بحق الأطفال والنساء والشيوخ في غزة. المتآمرون العرب سخّروا كل امكانياتهم وأموالهم، وبذلوا كل الجهود ولايزالون، من أجل استصدار قرارات عدائية من مجلس الأمن الدولي ضد سورية، واستجداء التدخل العسكري، وفرض العقوبات تلو الأخرى على الشعب السوري، ولكن القط أكل لسانهم هذه المرة، ومشاهد القتل والدمار في غزة لم تحرك فيهم ساكناً، ولم يطالبوا المجتمع الدولي حتى بادانة العدوان، والأنكى أن البعض منهم سبق أن أبدى عدم ثقته بمجلس الأمن لعجزه عن استصدار قرار عدائي ضد سورية، ولم نسمعهم الآن ينتقدون المجلس لفشله في وقف العدوان على غزة، أو حتى توجيه اللوم والعتب لسيدهم في البيت الأبيض الذي أحبطت إدارته استصدار القرار. لا شك أن العداون على غزة هو استهتار اسرائيلي وأميركي وغربي بالأنظمة العربية العميلة التي لا تريد الاعتراف بعد بأن المقاومة أسقطت مقولة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، وأنها السبيل الوحيد لاسترجاع الأرض والحقوق، وبدل ذلك يعملون على تقزيمها وسلبها كل امكانيات وجودها، ليثبت حكام تلك الأنظمة بأنهم مجرّد أدوات رخيصة لتنفيذ المخطط الصهيو أميركي في المنطقة تمهيداً لولادة ما يسمى «الشرق الأوسط الجديد»، ولذلك نجدهم الآن قد حرّفوا بوصلة العمل العربي المشترك عن فلسطين باتجاه سورية وقوى المقاومة والممانعة بما يحقق أمن «اسرائيل». |
|