|
مجتمع
ورغم أن نسبة حدوث ذلك المرض حسب عدد من الدراسات تتراوح بين 3-5 بالمائة من عامة الناس ولكن دراسة حديثة وجديدة بينت أن هذه النسبة غير صحيحة،وأنها تزيد في مجتمعاتنا العربية عن النسبة المذكورة،خاصة الحالات البسيطة والمتوسطة،وفي مثل تلك الحالات لا يذهب المريض للطبيب ويظل يتألم كلما وضعته الظروف في موقف اجتماعي. ويتشابه هذا المرض مع مرض اضطراب الشخصية التجنبية والذي يتميز بتجنب الشخص للمواقف الاجتماعية لما يحدث له من قلق وارتباك،أيضاً قد يصاب بعض الناس العاديين بالتوتر والقلق والإرباك في وجود بعض الناس أو عند دخولهم على شخص ذي مركز مرموق أو مسؤول أو عند التحدث أمام جمع من الناس،ولكن تظل هذه مجرد سمة وسلوك،ولا تزداد معها الأعراض كي نعتبرها مرضاً..ولكن سواء كانت هذه المشكلة محدودة أو شديدة فإنها تعيق الكثيرين عن النجاح في حياتهم الاجتماعية والعملية حتى أن بعضهم لا يستطيع أن يأكل أمام الآخر لأن يده ترتجف ويؤدي الخوف والتجنب إلى الإعاقة العملية والاجتماعية ويؤثر سلباً على كافة أنشطة الشخص...فقد كانت في ذاكرتي تلك الفتاة الطموحة المجدة المجتهدة والمتميزة والتي بذلت جهداً عظيماً لتفوقها في دراستها وتثقيف نفسها، كثيراً ما تقدمت لمقابلات وامتحانات شفهية وفشلت فيها ..وتابعت دراساتها العليا وأتمت الدراسات العليا بتفوق منقطع النظير..وتقدمت للعمل وفشلت من جديد وسببه كان يعود لفشلها في المقابلات والامتحانات الشفهية،بينما الامتحانات الكتابية فهي متفوقة تفوقاً عظيماً،وتقدمت للعمل بإحدى الشركات الخاصة وكان عملها يتطلب الاتصال والتعامل مع الجمهور ففشلت ولم توفق..وكانت في كل مرة تواجه فيها أشخاصاً غرباء عنها تتلعثم وترتبك وتشعر بالقلق وتنسى كل الكلام الذي حفظته وتصبح ذاكرتها كأنها صفحة بيضاء خالية وفارغة من كل ما تعلمته..وما انسحب على هذه الفتاة ينسحب على الكثير من الشبان فلا يقتصر ذلك على جنس دون الآخر،فالخوف من التعرض لموقف اجتماعي يواجه فيه الشخص آخرين ما يسبب له الخوف من نقد الآخرين أو الخوف من نظرتهم إليه واحتمالات ارتباكه وظهوره بمظهر سيء وقد يحدث هذا ليس فقط عند التحدث أمام جمهور وإنما في مواقف الامتحانات الشفهية،وعند الأكل أمام الآخرين،وفي الاحتفالات والمناسبات المختلفة ويؤدي تكرار تعرضه للخوف والارتباك إلى تجنب المواقف الاجتماعية. كل ذلك يتطلب علاجاً نفسياً ودوائياً،وينصح المريض بضرورة مراجعة الأطباء النفسيين والمختصين بأساليب العلاج النفسي الحديث...ليستطيع المريض التخلص والشفاء من الرهاب الاجتماعي ليكمل حياته بنجاح ودون عوائق تمنعه من متابعة مشواره بتفوق ونجاح. |
|