تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أميركا... وأدلة جديدة على تورطها بتصنيع الإرهاب ودعمه

متابعات سياسية
الأثنين 26-1-2015
محرز العلي

ما كشفه تقرير أميركي جديد نشره موقع دبليوإن دي وأعدته لجنة مكونة من خبراء عسكريين أميركيين حول تورط وزارة الخارجية الأميركية بتسهيل إيصال الأسلحة إلى التنظيمات المرتبطة بالقاعدة في سورية وليبيا

يشكل دليلاً إضافياً على سياسة الإدارة الأميركية التي تدعم الإرهاب في المنطقة العربية ولاسيمافي سورية والعراق وليبيا وبالتالي فهي تتحمل المسؤولية الكاملة عن سفك دم مئات آلاف المواطنين العرب الذين وقعوا ضحية العنف والتوتر الذي تغذيه بشكل رسمي أجندة المخابرات الأميركية وبتغطية رسمية من وزارة الخارجية التي أوفدت شخصية دبلوماسية وهو السفير الأميركي السابق في ليبيا كريستوفر ستيفنز ليكون صلة الوصل بين الإرهابيين والإدارة الأميركية وتسهيل وصول المساعدات العسكرية وأدوات القتل والتدمير لهذه التنظيمات التي ارتكبت الجرائم بحق المواطنين الأمنيين وبثت الرعب والخوف والعنف والفوضى في كل من ليبيا وسورية والعراق .‏

ما جاء في التقرير من دعم أميركي مباشر ورسمي للإرهاب منذ عام 2011 لايشكل جديداً أو مفاجأة ولكن الجديد في الأمر أن الشاهد والإثبات يأتي من لجنة أميركية تتبع الإدارة الأميركية وهذا يشكل دليلاً قاطعاً لا لبس فيه على فضائح الادارة الأميركية ومخططاتها العدوانية المعدة لتقسيم المنطقة عبر الإرهاب الذي بات يشكل الذراع العسكرية للولايات المتحدة الأميركية وقوى الغرب الاستعماري لتنفيذ أجندتهم التي تهدف إلى تدمير الدول وتقسيمها إلى كانتونات لا حول لها ولاقوة متصارعة فيما بينها لتكون في المحصلة تحت رحمة الإدارة الأميركية وبالتالي عودة الاستعمار إلى المنطقة بأشكال وأنماط قديمة وحديثة ليتم الهيمنة على شعوب المنطقة ونهب خيراتها وثرواتها متلطية في كل أعمالها القمعية الاستعمارية بشعارات مزيفة تحمل اسم الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الوهمية التضليلية .‏

لقد كشف التقرير للمرة الأولى تورط الخارجية الأميركية بشكل مباشر على تدريب المسلحين التكفيريين والمرتزقة وتسهيل وصول الامدادات إليهم في كل من ليبيا وسورية وإذا كان التقرير قد تأخر أربع سنوات لكن ذلك يؤكد المؤكد لجهة خرق الإدارة الأميركية لكل قرارات الشرعية الدولية لاسيما التي تتعلق بعدم جواز التدخل في شؤون دول ذات سيادة ودعم الإرهاب حيث تتضمن بعض القرارات محاربته وتجفيف منابعه، الأمر الذي يفضح استهتار الأميركيين بإدارة المجتمع الدولي عندما يتعلق الأمر بتحقيق مصالحها وأيضاً مدى تورطها بسفك الدم العربي وحجم التضليل الذي تمارسه من أجل إقناع الرأي العام بالنفاق الذي تنتهجه لتبرر جرائمها بحق الشعوب والإنسانية وتنفذ مخططاتها الاستعمارية على حساب أمن واستقرار ومصالح الشعوب الأخرى.‏

ما قامت به الولايات المتحدة خلال أربع سنوات من عمر الإرهاب الذي يضرب الدول العربية تحت مسمى الربيع العربي من دعم لا محدود لتنظيمات إسلاموية في مقدمتها تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» وجبهة النصرة الإرهابيين وذلك عبر عملائها في المنطقة قطر والسعودية وبعض حكام دول الخليج الذين ارتضوا أن يكونوا اداة لتنفيذ مخطط تقسيم المنطقة بالإضافة إلى حكومة العدالة والتنمية الاخوانية في تركيا التي جعلت من تركيا وكراً للإرهابيين هذا الدعم هو الذي أوصل المنطقة إلى الحال الذي هي فيه من الفوضى والإرهاب الذي بدأ أيضاً بالانتشار إلى الدول الداعمة له وما تشهده الدول الأوروبية والأميركية من هجمات إرهابية تتحمل مسؤوليته الإدارة الأميركية وحكام فرنسا وبريطانيا والكيان الصهيوني الذين قدموا الدعم العسكري اللوجستي لهذه التنظيمات التكفيرية والمصنفة دولياً بالإرهابية بالإضافة إلى الدعم السياسي وذلك عبر التستر على جرائم ومجازر المسلحين المدانة بكل المقاييس والقوانين الدولية.‏

لقد أثبتت الأدلة والوقائع أن ماتجاهر به الولايات المتحدة بشأن محاربة الإرهاب لايعدو كونه تضليلاً وتستراً لما يخطط للمنطقة ودولها وما تدعيه من تشكيل تحالف دولي ضم عشرات الدول لمحاربة داعش إنما هو نفاق الهدف منه إيجاد الذريعة من أجل التدخل العسكري في المنطقة والضغط على الدول والحكومات باستخدام التنظيمات الإرهابية التي صنعت ودعمت أميركياً كفزاعة لفرض الشروط والاملاءات الأميركية التي من شأنها النيل من السيادة والاستقلال والقرار الوطني المستقل وما يشير إلى نفاق الإدارة الأميركية وحلفها المزعوم أن آلاف الطلعات الجوية لم تضعف داعش بل على النقيض من ذلك فإن نشاطه الإرهابي في ازدياد وجرائمه في اتساع وتهديداته متواصلة لكل دول المنطقة، الأمر الذي يؤكد أنه فعلاً يستخدم كذراع من أجل لي أذرع دول المنطقة لكن المخطط الاستعماري الأميركي الغربي الصهيوني اصطدم بالصمود السوري الأسطوري وبسالة الجيش العربي السوري الذي أثبت أنه والجيش العراقي الشقيق يحاربان فعلاً الإرهاب ولن يعطوا الولايات المتحدة الأميركية الفرصة والذريعة للتدخل في شؤون سورية والعراق بحجة محاربة الإرهاب.‏

التضليل والخداع الأميركي لم يعد ينطلي على أحد وتورطها في عدم الإرهاب بات واضحاً لكل ذي بصر وبصيرة لاسيما وأنه جاء على لسان الأميركيين أنفسهم وبالتالي فإن سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه المنطقة لن تحقق لها أوهامها في السيطرة على دول وشعوب المنطقة وأن الإرهاب الذي صنعته عبر أذرعها الإرهابية ودعمته سوف يرتد عليها وعلى العالم أجمع مالم تتغير سياستها وتتجه نحو تشكل تحالف دولي حقيقي تشارك فيه الدول التي تحارب الإرهاب منذ 4 سنوات وحتى الآن ولاسيما سورية وبغير ذلك فإن العالم سوف يشهد موجات من الإرهاب الذي يجعل شعوب العالم في حالة من القلق والشعور بانعدام الأمن والاستقرار وفي المحصلة تتحمل القوى الداعمة للإرهاب مسؤولية ذلك وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية.‏

mohrzali@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية