|
شؤون سياسية الداخلية كمرشحة عن (الحزب الاشتراكي) الفرنسي لسباق الرئاسة القادمة في فرنسا بعد أن ألحقت الهزيمة بمنافسين أقوياء يطلق عليهم اسم (الفيلة) وهما رئيس الوزراء الأسبق لوران فابيوس, ووزير المالية السابق (دومينيك شتراوس كان). في الواقع لم يكن فوزها مفاجئاً فاستطلاعات الرأي أشارت منذ مدة إلى تقدمها بفارق كبير على منافسيها , وقد تعززت حظوظها بعد إعلان ليونيل جوسبان رئيس الوزراء الأسبق وأحد الأفيال الثقيلة المتهالكة, قراره بالانسحاب من السباق الداخلي على نيل ثقة الحزب ثلاثة رجال وامرأة عنوان لشريط ينطبق على الصراع المحموم الذي خاضته رويال كي تنال ترشيح حزبها, فهل سيمكنها أن تحافظ على وحدة اليسار أولاً, وأن تجسد وعد جيل جديد يبشر ببداية عهد التغيير المنتظر, ثانياً: وهل ستبقى مجرد تجسيد فاتن لمزايا امرأة فرنسية يراودها حلم الرئاسة, لكن دون الحصول عليها? بمعنى آخر هل رويال مجرد (فقاعة إعلامية أو امرأة تجيد تثوير استطلاعات الرأي, كما وصفتها صحيفة (لوفيغارو) عقب فوزها بترشيح حزبها. بعد تصفيق حار ووسط هتافات (سيغولين رئيسة) عقب انتخابات الحزب الاشتراكي ألقت غزالة السياسة الفرنسية كما يحلو لها أن تلقب نفسها كلمة اعتبرت فيها أن الاشتراكيين (يخطون اليوم فصلاً جميلاً من التاريخ الفرنسي يشرق فيه أمل جديد لليساريين, وسوف يصبح حقيقة بالفوز في العام 2007 مشيرة إلى أن اختيار امرأة لقيادة معركة الأفكار وتجسيد الأمل يعتبر بحد ذاته تصرفاً ثورياً , وأن يكون المرء اشتراكياً يعني أن يحمل في قلبه جذوة ثورة دائمة) لقد هدأت منذ مطلع العام الجاري الحرارة بين المجتمع الانتخابي والمرشحة الاشتراكية للانتخابات الرئاسية سيغولين رويال على نحو ملحوظ, وهي الآن في حاجة إلى التحرك بسرعة إذا كانت تريد استعادة الناخبين الذين تحولت مشاعرهم نحو خصمها اللدود مرشح الاتحاد من أجل حركة شعبية وزير الداخلية نيكولا ساركوزي وحرصت رويال عام 2006 على عدم ارتكاب أي خطأ إذ فاقت منافسها الأكثر خبرة ودهاء لتصير المرشحة الرسمية للحزب الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نيسان وأيار المقبلين يرى بعض أعوانها أن لاشيء يجري وفقاً للخطة بعد سلسلة من الزلات الاجتماعية والخلافات الداخلية في الحزب, الأمر الذي أتاح لساركوزي أن يتقدمها في استطلاعات الرأي, وساد القلق صفوف الحزب الاشتراكي الذي كان واثقاً من أن رويال الشابة المتمردة على المعتقدات والمؤسسات التقليدية ستخرجه من الحيرة السياسية بعد 12 سنة من حكم الرئيس المحافظ جاك شيراك. أخيراً لا بد من معرفة سياسة رويال الدولية فقد دعت مراراً إلى إبقاء الحوار مفتوحاً مع سورية وإيران, وإلى موقع أقوى للاتحاد الأوروبي ولمزيد من الاهتمام بافريقيا متسائلة عن سبب عدم قيام فرنسا بدور أكبر لوقف الأزمة في دارفور, كما دعت إلى أن تكون فرنسا شريكاً صلباً لأميركا من دون أن تكون تابعة وإلى علاقات أوثق مع روسيا. * سفير سايق |
|