تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هاآرتس... اسرائيل.. أضحوكة العالم!

ترجمة
الأحد 18/3/2007
ترجمة ليندا سكوتي

لم تمض سنة واحدة على انتخاب ايهود أولمرت ر ئيساً للوزراء حتى تعالت الأصوات بالتذمر والتوق لمعرفة البديل,

لكنه لم يكن أول رئيس للوزراء يتعرض للمطالبة بتغييره, وإنما سبقه في ذلك كل من بنيامين نتنياهو وايهود باراك إذ تعرضا لحالة مشابهة حتى قبل نهاية السنة الأولى من توليهما لمنصبيهما, وبذلك فإن تكرار مايحدث في (إسرائيل) في هذا المجال سيجعل منها مهزلة في نظر العالم فالديمقراطية المجيدة التي تتشدق بها أصبحت نوعاً من الهراء في ضوء مانراه من سقوط للقادة أواستبدالهم في منتصف بداية توليهم لمناصبهم.‏

إن نظرة إلى مايحدث في أوروبا, تلك الساح التي يبذل الإسرائيليون قصارى جهدهم ليكونوا جزءاً منها, نجد أن توني بلير يكاد يمضي عقداً كاملاً كرئيس الوزراء للمملكة المتحدة وفي فرنسا يكمل الرئيس جاك شيراك السنة الثانية عشرة في سدة الرئاسة, أما ألمانيا فنلاحظ بأن نظام المستشارة انجيلا ميركل مستقر وثابت وحتى ايطاليا التي عرف عنها التغيير المستمر في حكومتها (التي تجاوز عددها 40 حكومة..منذ نهاية الحرب العالمية الثانية) بدت فيها الحكومة أكثر ثباتاً من ذي قبل, حيث أكمل برلسكوني ولايته البالغة مدتها خمس سنوات كرئيس لمجلس الوزراء قبل خسارته الانتخابات التي جرت في السنة الفائتة أمام منافسه رومانو برودي.‏

أما (إسرائيل) التي أصبحت بلداً ينقصه الاستقرار في عهد كل من الرئيسين الأميركيين بيل كلنتون وجورج بوش, حيث توالى على الحكم سبعة رؤساء للوزارة في عهديهما, أما إذا انتهت ولاية أولمرت قبل ا ستنفاد المدة المحددة لها فإن خلفه سيكون ثامن رئيس لمجلس الوزراء خلال خمسة عشر عاماً.‏

ليس ثمة شك بأن عمليات التغيير جراء الفشل المحقق من قبل رؤساء بعض الحكومات يلحق بالديمقراطية الإسرائيلية اضراراً فادحة تلقي بظلالها على المجتمع الإسرائيلي.‏

لقد حظي كل من بنيامين نتنياهو وايهود باراك وايهود أولمرت بمنصب الرئاسة جراء وعود قطعوها بايجاد حقبة جديدة لتحقيق تطلعات الشعب الإسرائيلي لكن تلك الوعود تبخرت وضرب صفحاً عنها في مدة تقل عن سنة منذ توليهم مواقعهم, وعلى الرغم من عدم تحقيقهم لتلك الوعود فقد بقوا في مراكزهم حتى سقوطهم الفعلي, مع ذلك استمروا بالتشدق ببطولاتهم وانتصاراتهم وتمجيد أنفسهم وهم ماضون بتقديم الوعود البراقة للشعب لعل ذلك يمكنهم من البقاء في مواقعهم.‏

أصاب الشعب الإسرائيلي الكثير من خيبة الأمل إبان حقبة ايهود أولمرت بشكل يفوق ما أصابه في عهد نتنياهو وباراك حيث يرى أنه الأسوأ من أي رئيس سبق له الحكم في (إسرائيل), إذ انتخابه وحزبه الذي تم قبل سنة واحدة كان نتيجة الاعتقاد السائد بأنه سيكمل ما بدأه أرئيل شارون.‏

في الأشهر الثلاثة الأولى عمل أولمرت كنائب لرئيس الوزراء المريض شارون, وفي تلك الفترة بقي صامتاً, الأمر الذي جعل الشعب ينظر إلى هذا الصمت كمؤشر للنضوج والحكمة, وظهر على شاشة التلفاز وخلفه صورة شارون, وعندما تحدث عن خططه المستقبلية ركز على عقيدة شارون الدبلوماسية وعلى موضوع الضفة الغربية واستمر بإلقاء الوعود تلو الوعود كسلفيه باراك ونتنياهو مخدراً الإسرائيليين بالآمال التي لم يتحقق شيء منها على أرض الواقع.‏

سبق أن جرت انتخابات في عام 1996 حقق فيها نتنياهو نجاحاً مكنه من الحصول على 90% من أصوات الناخبين في بعض المواقع, وتحقيق نسبة 80% من الأصوات في مواقع أخرى,لكنه لم يمض سنة واحدة حتى عرف أولئك التعساء الذين انتخبوه الحقيقة وعادوا إلى رشدهم بعد أن اتضح لهم بأن كل تلك الوعود لم تكن إلا تفاهات وهراء اطلقها نتنياهو.‏

أما باراك فقد عمد قبل انتخابه ليخلف نتنياهو عام 1999 بالتوجه للفلسطينيين الذين أهملهم سلفه, وأطلق الوعود بالخلاص من الفقر والمرض, وأيده العرب الذين استبشروا خيراً بوعوده ما جعل 97% منهم يصوتون له. لكن لم تمض سنة واحدة على توليه الحكم حتى أصبح ممجوجاً بعد اكتشاف العرب واليهود بأن كل ماتقدم به من وعود كان هراء ومما زاد الأمر سوءاً وكراهية له المجابهة التي تمت مع الفلسطينيين الأمر الذي وضع نهاية لحقبته.‏

مما تقدم نتوصل إلى أن الإسرائيليين يميلون لمن يقدم لهم الوعود والبرامج المناسبة التي تحقق طموحاتهم ويمنحونه كامل ثقتهم لكنهم عند اكتشاف زيف ادعاءاته فإنهم ينبذونه ويسعون إلى إبعاده عن موقعه, هذا ما حدث فعلاً مع نتنياهو وباراك. وهذا ماسيحدث مع أولمرت قريباً ومع ذلك فإن بعضاً من القادة يأملون بالحصول على التعاطف من الشعب الإسرائيلي لعله يمنحهم فرصة ثانية في العودة لتولي الحكم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية