تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


للحكاية طعم آخر

مجتمع الجامعة
الأحد 18/3/2007
رغم كل مايعانيه الطلاب في التعليم النظامي من دوام إلزامي ومواد علمية تفتقر إلى الجدة أو المقررات المعتمدة أو حتى وضع أسئلة ملائمة ومتناسبة مع الوضع الذي يعيشونه,

يبقى الظلم سيد الموقف,وعدم المساواة مع التعليم المفتوح في أمور كثيرة يدفع الطلاب إلى التذمر من هذه الحال والتمني بتغييرها.‏

كان العيب المنهجي والتدريسي في التعليم المفتوح هو( التعليم عن بعد) عن طريق أشرطة كاسيت أو أقراص مدمجة يتخللها لقاءات قصيرة آخر كل فصل دراسي لتعريف الطلاب بما هو مطلوب من كل مقرر وكيفية الأسئلة ونوعيتها بما يتناسب مع كل قسم أو فرع,نتيجة لذلك حلت الأسئلة المؤقتة مكان النمط التقليدي,وتغير النظام الامتحاني بما يتواءم مع ذلك فأصبحت تصحح الأسئلة وتصدر النتائج خلال وقت قليل ( بغض النظر عن التلاعب بالنتائج والفساد الذي كشف فيما بعد),بعد ذلك أدرك القائمون أن التعليم النافع والمجدي لا بد أن يكون مواجهيا فحددت لقاءات دورية آخر كل أسبوع لتلافي هذا العيب.‏

من ينظر إلى هذه العملية ككل في التعليم المفتوح( مقررات معتمدة,أسئلة مؤتمتة,مناهج حديثة,نتائج امتحانية سريعة) لابد أن يتساءل:‏

إذا كان التعليم المفتوح الحديث العهد في الحياة التعليمية تجاوز بعض العيوب,فرغم الأعداد الكبيرة للطلاب يتم إصدار النتائج الامتحانية بسرعة( بعضها في فترة الامتحان نفسه ) ورغم حداثة هذا التعليم هناك مناهج حديثة ,ومقررات معتمدة وأسئلة مؤتمتة ورغم ضيق الوقت خلال اللقاءات يدأب الأساتذة على الحضور والعطاء ,فلماذا بقي التعليم النظامي على حاله?فالأعداد القليلة للطلاب مقارنة بنظرائهم في التعليم المفتوح لم تشفع بالتسريع في صدور النتائج الامتحانية, والجذور الضاربة للتعليم النظامي في الحياة التعليمية, لم ترو الطلاب من ظمأ المقررات القديمة والتائهة في السراديب, والأنكى من ذلك أن نفس الأساتذة الذين يدرسون في التعليم المفتوح يدرسون في النظامي ولكن مع ضعف في الأداء وكلاسيكية في الإعطاء.‏

مع ذلك كله يحق لنا أن نسأل: أليس من حق الطالب في التعليم النظامي أن يعامل بالمثل فلا تبقى نتائجه معلقة بين مطرقة وسندان الانتظار?وألا تبقى مقرراته تائهة بين التجديد وروتين الجامعة في منح حقوق الطباعة والنشر? وأن يعاد النظر في كيفية وضع الأسئلة والتخلص من عقدة السؤالين? أما عن مزاجية الأساتذة في الدوام والإعطاء والتعامل مع الطلاب, فلا بد أن تصمت الحكايات وتطرق رؤوسها الكلمات.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية