تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عقوبات تعليمية

فضائيات
الأحد 18/3/2007
حسين صقر

شاءت الأقدار أن تغض البلدية الطرف عن جارنا ليتمم أعمال البناء التي بدأها قبل سنوات ببناء طابقين إضافيين(تهريب)

على سطح البناء الذي أقطنه ما اضطرني لإزالة الصحن اللاقط عن السطح بسبب تلك الأعمال وبالتالي التعرض الإجباري لقناتي تلفزيوننا الأولى والثانية لعدة أيام, كون التلفزيون الذي أمتلكه( الملك لله) وطنياً ولا يأتي إلا بقنوات محلية.‏

وأول مافتحت عيني عليه برنامج اعتادت القناة الأولى تقديمه مع كل صباح وكأن المسؤولين فيها خاضوا حرباً ضروساً ضد التنوع واستنفدوا كل فرص الصلح معه وأقسموا أن يستمروا على هذا المنوال.. عندها ضغطت على الكونترول ضغطة كادت تعطل الزر وإذ بطلّة بهية لأحد المدرسين يقدم برنامجاً تعليمياً لطلابنا الأعزاء يلقي فيه درساً في الجغرافيا وتلاه آخر بالتاريخ ثم بالجبر والهندسة والتحليل وغيرها وجمعيها بأسلوب يدفع المتلقي لتبديل القناة باللا شعور بحثاً عن مادة ترفيهية تساعده على متابعة يومه وعندها تساءلت لمن تقدم هذه البرامج وفلذات أكبادنا في مدارسهم ينهلون منها المعرفة ومن في البيوت هم ربات المنازل ومنهن من أتممن تعليمهن ولسن بحاجة لهذه البرامج وأخريات لم يحالفهن الحظ وحصلن على شهادات التدبير المنزلي في منازل فرسان أحلامهن ولسن بحاجة لهذه البرامج أيضاً هذا فضلاً عن الطريقة التي تقدم بها هذه المادة أو تلك وقد عفا عليها الزمن وأعادتني نحو عشرين سنة إلى الوراء أيام كنت في الإعدادية رحم الله تلك الأيام باستثناء استخدام الكمبيوتر أثناء إلقاء الدرس, ولا أبالغ إذا قلت إنه لايوجد أحد من الطلاب يستطيع متابعة تلك البرامج حتى لوكانت تعرض في أوقات يتواجدون فيها بمنازلهم بسبب الطريقة التي تحدثنا عنها في العرض ناهيك عما تتكرم عليهم به قنوات جرس وشهرزاد وميلودي وغيرها.‏

لذاااا , استحلفكم أيها المعنيون الخروج من مبنى التلفزيون لتشاهدوا بأم أعينكم ماتعرضه القنوات الأخرى على شاشاتها أم أنكم تظنون أن هذه الملايين لاتشاهد سوى قنواتنا.. إن بعض الظن إثم..!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية