|
فضائيات كان السبب الوحيد في كل هذا التعاطف أن الواقع يزخر بأمثالهن وشبيهاتهن, لم يكنَ نساء من وحي الخيال أو من شريحة ضئيلة كنساء إحسان عبد القدوس,كنا نشاهدهن في حارات القرية والمدينة القديمة أوفي بيوتنا. ثم سقط الهوائي عن الأسطح وحلت بديلاً الصحون التي تلتقط الفضاء,وصار بالإمكان أن ترى ما تشتهي وما لاتحب,واختفت معها كريمة مختار وجاء معها هيفاء ومروى وجموع الراقصات من الشوارع الخلفية العربية والمستوردة. وسط (الجاكوزي) الرخامي وجبل الرغوة وعارية تغني المطربة العربية, أو في مسبح بمياه زرقاء صافية,أومستلقية بلباس نومها على السرير الخمري المثير,وراقصة على المسرح ترتدي الجينز الملتصق بجسدها . على القنوات الجديدة مشعوذة تقرأ الكف وتكشف الطالع والأبراج وتعرف مستقبلك المجهول الذي ستنقض عليه امرأة شريرة تغتال راحتك وسكينتك. على الغنائيات التي تشكل 70%من القمر العربي مقدمة برامج مائعة تضحك وتتحدث معاً, وتدور الكاميرا حول الجسد المذيع, أو ترقص وتغني في آن واحد ليس بصوتها بل بكامل جسدها,امرأة تفعل كل شيء بلا هوادة. كل مانريد امرأة نشتهي أن تكون أماً وصديقة وزوجة لخيال وعيون أبناءنا, امرأة ليست طارئة..لعيد الأم. |
|