تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


غزو الملح ..!

اقتصاديات
الاحد 25/12/2005م
عبد اللطيف الصالح

اخواننا ( التدمريون ) وبخاصة هواة ( غزو الملح ) اصحاب المعامل الصغيرة وورشات تسويقه,...جاءهم الفرج بالقرار الذي اتخذته

وزارة الداخلية وقضى بسحب كافة عناصر الشرطة من حراسة وحماية ملاحة تدمر ليعاودوا نشاطهم من جديد في عمليات النهب والسرقة لملح الملاحة...والذي يعد بالنسبة لهم و( للعارفين بأمره جيداً ) كنزاً ومصدر ثراء!!‏

فالقرار لم يشكل عبئاً على مديرية مناجم الملح فحسب بل يعد ضربة موجعة على رأسها,لانه مطلوب منها حالياً ان تسد الفجوة التي حصلت بعناصرها ( المتواضعة ) من حيث الامكانات في حراسة الملاحة وحمايتها من الغزاة وهي غير قادرة على ذلك لأسباب عديدة: أولها بعد الملاحة عن المديرية بمسافة تقدر ب 250 كم,وثانيها ضعف الامكانات المتعلقة بالقوى العاملة,وثالثها ما يتعلق بطبيعة منطقة الملاحة من جهة,وطبيعة سكانها من جهة اخرى حيث يتطلب ذلك حراسة من نوع خاص !!!‏

وباعتبارها - أي المديرية - عاجزة حتى عن تضميد رأسها من تلك الضربة,علاوة مما تعانيه من صعوبات ومعوقات انتاجية وفنية,استنجدت على الفور بالشركة العامة للفوسفات والمناجم لايجاد حل لتلك المشكلة,وبدورها الاخيرة اودعت الموضوع لدى وزارة النفط,....ولا ندري هنا في أي طريق وضعته الوزارة?! هل أعيد إلى وزارة الداخلية التي لا يعنيها الموضوع لمجرد أنها كانت طرف مؤازرة..ام توجهت به إلى وزارة الري كون الامر يعنيها وبخاصة عندما تكون مكامن الملح ضمن طبقات المياه الجوفية وعمليات استخراج المادة تؤدي إلى استنزاف الثروة المائية?!... أم ( حذفت ) به إلى وزارة الزراعة لوجود محمية التليلة الخاصة بتربية الغزلان الملاصقة للملاحة وهذه المحمية تتطلب وجود عناصر حماية لها ويمكن الاستعانة بهم لحراسة الملاحة?!!...أم تكون بالاساس لم ( تحمله ) من أرضه دون اعطائه الاهمية بدليل عدم تحريك ساكن لحل المشكلة?!!‏

ومع هذا فان لم تكن هناك مبادرات في ايجاد حلول لحماية الملاحة من التعديات وبالتالي حماية المياه الجوفية من عمليات الاستنزاف ,....فهذا يعني ان محاولات اصحاب المعامل وتجار الملح,ومساعي ( نفوذ من يتبناهم ) قد نجحت في اعادة الحال إلى ماكان عليه قبل عام 2000 عندما كانت الملاحة في ( حضن) الادارة العامة لشركة الفوسفات وانتاجها بتصرف ( المدير العام آنذاك ) وعمليات الغزو للملح تتم في وضح النهار ومن قبل ( ابناء الست ) و ( المقربين ) منهم حصراً طمعاً في الثراء!!! على العموم ...فان كان هناك من يرى ان العلاج لهذه المشكلة ,أصبح كحلم إبليس في الجنة طبقاً لوقائع متعددة,...الا اننا قد نجد من يجعل الامال واقعاً ويحقق مالم يستطع ان يفعله الاخرون في حماية ثرواتنا واقتصادنا من ( الغازين ) حتى ولو بعد حين !!!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية