تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


خلال افتتاحه ورشة عمل التوعية من مخاطر الحرب بالتعاون مع «اليونيسيف».. وزير التربية: مهمتنا التعريف بمخاطر الحرب ومتابعة العملية التربوية لبناء الإنسان علماً وتربيةً ووعياً

دمشق
الثورة
محليات
الإثنين 19-1-2015
أكد الدكتور هزوان الوز وزير التربية ان من اولى مهماتنا التعريف بمخاطر الحرب ومتابعة العملية التربوية لبناء الإنسان علماً وتربيةً ووعياً، فسورية الوطنُ والإنسانُ، ستنهضُ من الحرب الحالية أكثر عزيمةً، وأقوى صلابةً، وأشدّ مضاءً، في مواجهة صنّاع الموت، والدمار، والخراب، وفي بناء الإنسان ..الإنسانِ العاشقِ للضوء، والحريّة بحقّ، والمبدعِ للحياة.

جاء ذلك خلال افتتاحه أمس ورشة العمل لمناقشة الإستراتيجية الوطنية للتوعية من مخاطر الحرب المتفجرة في سورية، باعتبار هذه الظاهرة طارئة على مجتمعنا السوري الذي عرف لوقت طويل بأنه من أكثر بلدان العالم أماناً، موضحاً أن السوريين قبلَ نحوِ أربعِ سنواتٍ فتحَوا أعينَهم على ما لم يكن من تاريخهم، ولا مبادئهم، ولا قيمهم التي توارثوها عن الآباء والأجداد، فكانَ القتلُ باسمِ (الحرّية)، والدمُ باسمِ (المطالب)، والدمارُ باسمِ (التغيير)، وتفخيخُ الأماكنِ التاريخيةِ ودورِ العبادةِ الإسلامية والمسيحيةِ والأضرحةِ والمقاماتِ، وتدميرُ المدارس، باسمِ (الثورة).‏

وأوضح وزير التربية إنَّ الحربَ التي واجهتها سورية، ولا تزال تواجهها، فرضتْ على السوريين، وعلى الوزارة أنماطاً جديدة من العمل، تحقيقاً لمهمتين معاً: مهمةِ متابعة العملية التربوية، ومهمةِ بناء الإنسان علماً، وتربيةً، ووعياً. وكان المتعلّمُ في هذا المجال ركيزةٌ أساسيةٌ في هاتين المهمتين، ولاسيما ما يعني حمايته من آثار هذه الحرب الحقود على البشر كحقدها على الحجر والشجر، ومن ذلكَ تثمير وعيه بمخلفاتها من الذخائر والمتفجرات والقنابل والألغام التي يمكن أن تبقى بعد صمت هذه الحرب إلى الأبد.‏

من جهتها أشارت هناء سنجر الممثلة المقيمة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في سورية إلى أن حياة الأطفال في سورية وأمنهم وحمايتهم تأثرت بشكل خطير بسبب الأزمة التي تمر بها البلاد، الأمر الذي يتطلب ضرورة حماية الأطفال من هذه الأزمة ورفع مستوى وعيهم في كيفية حماية أنفسهم من المخلفات المتفجرة في بيئتهم، لافتة إلى أن وزارة التربية عملت بجهد كبير ومتواصل لتحقيق هدف أمن وحماية الأطفال في هذا المجال، وكانت منظمة اليونيسيف شريكة الوزارة في هذه الجهود، موضحة أن بدايات هذه الجهود كانت بإضافة مادة ترفع وعي الأطفال حول المخلفات المتفجرة إلى المنهاج الدراسي، وتطوير منهج تدريبي بتدريب 50 مدرباً رئيسياً، ومن ثم تدريب 800 مدرس، ونقل المعرفة إلى 270 ألف تلميذ وما زالت الجهود مستمرة.‏

وتهدف الورشة التي تقام بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى مناقشة إستراتيجية وطنية للتوعية من مخاطر المخلفات المتفجرة في سورية؛ من خلال تحسين نظم جمع البيانات وإدارة المعلومات، و تعزيز القنوات والوسائل الحالية وتطوير نظام مراقبة حوادث المخلفات المتفجرة، وتخطيط وتنفيذ حملات طارئة وموجهة للتوعية حول المخاطر على مستوى المجتمعات والمدارس في جميع أنحاء القطر، وتقوية آليات التنسيق على المستويين الوطني والمحلي بمشاركة مباشرة من المجتمعات المتأثرة بها ، بالإضافة إلى بناء قدرات المجتمعات، والجهات الوطنية والمحلية المعنية في هذا المجال، وتطوير، ومراجعة، وتحديث المعايير والسياسات المتعلقة بتنفيذ التوعية حولها، وإنشاء نظام معلومات لضمان جودتها، فضلاً عن تطوير مجموعة من الآليات لتحسين دمج التوعية حول المخاطر ضمن الأنظمة التعليمية وغيرها من النشاطات والفعاليات المجتمعية .‏

كما تأتي أهمية هذه الورشة نتيجة لتفاقم الأزمة في سورية وازدياد وتيرتها منذ بداية شهر آذار من عام 2011 والآثار الكارثية التي تركتها على الصعيدين الإنساني والمادي؛ ولاسيما اضطرار الكثير من السوريين إلى ترك مناطقهم، بالإضافة إلى استخدام الأسلحة قذائف الهاون، القذائف الصاروخية، والعبوات الناسفة بشكل عشوائي، ما جعل سورية ملوثة بالمخلفات المتفجرة التي أثرت بشكل كبير على حياة ومعيشة شريحة كبيرة من السكان وتهديد التنمية الاقتصادية لصعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق الزراعية والصناعية الحيوية .‏

يشارك في الورشة ممثلون عن وزارات الخارجية والمغتربين، الداخلية، الصحة، الإدارة المحلية، الشؤون الاجتماعية، الإعلام، البيئة وممثلون عن الهيئات والمنظمات المكتب المركزي للإحصاء، منظمة الهلال الأحمر السوري، وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين- وكالة الغوث (الأونروا)، المجلس الدانماركي لشؤون اللاجئين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية